ولما حللنا منزلًا طله الندى ... أنيقًا وبستانًا من النور حاليا
أجد لنا طيب المكان وحسنه ... مني فتمنينا فكنت الأمانيا
وهو القائل:
وحديثًا ألذه هو مما ... تشتهيه النفوس يوزن وزنا
منطق صائب وتلحن أحيا ... نًا وخير الحديث ما كان لحنا
وخطأ العلماء الجاحظ إذ جعل اللحن ههنا من الخطأ وجعله صاحب الأمالي من ملاحن القول التي كالرموز بين الحبيبيين، ذكر هذا أول الأمالي، وأحسب أن أبا عبيد البكري ممن نبه على خطأ الجاحظ وسيق في ذلك خبر وهو أن الحجاج عاب على هند بنت أسماء لحنًا لحنته فاحتجت بقول أخيها فعاب عليها تفسيرها وأن المراد الملاحن لا الخطأ قالوا فأقر الجاحظ على نفسه بالخطأ ولم يتداركه بإصلاح بل قال ما معناه أنه لن يفعل إذ قد صار الكتاب في أيدي الكتاب ولئن صح بعض هذا الخبر أو جله، فما أرى إلا أن الجاحظ لم يرجع عما قاله وكان بالشعر خبيرًا، ولئن صح خبر ما بين الحجاج وهند فما يعدو أن يكون من باب ما يقع من مغالطة ومكابرة بين الأزواج. وقد كانت هند غاية في الذكاء وكانت بأخيها وكلامه أعلم، ولها خبر معروف في الذكاء أنها دعت على الحجاج أن ينزع كما نزعت كلا من نصف القرآن الأول، ولم يكن وهو الحافظ المداوم للتلاوة قد فطن لذلك حتى نبهته هي إليه من مجرد سماعها أرباعه هو وكان صاحب أرباع فيما ذكروا. وقد ذكروا أنه طلقها وكان لها محبًّا. وما تخلو والله تعالى أعلم أن غمزته بما ساءه وهي ابنة سيد قيس، وثقيف عند أكثر أهل النسب على عزتهم في قيس أدعياء.
كان بديع بشار قوامه وشي الألفاظ والمعاني. وقد سخر ممن سأله في حضرة