للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عاد له من كثيرة الطرب ... فعينه بالدموع تنسكب

ومدائح حسان في عبد العزيز بن مروان، وقد تحدث عن كل ذلك الدكتور طه حسين بما لا مزيد عليه (١).

ولابن أبي ربيعة قوله (الأغاني ١ - ١٠٣):

يا من لقلب متيم كلف ... يهذي بخود مريضة النظر

تمشي الهويني إذا مشت فضلا ... وهي كمثل العسلوج في الشجر

ما إن طمعنا بها ولا طمعت ... حتى التقينا يومًا على قدر

أي مصادفة.

قالت لترب لها تحدثها ... لنفسدن الطواف في عمر

قومي تصدي له ليعرفنا ... ثم اغمزيه يا أخت في خفر

قالت لها قد غمزته فأبى ... ثم اسبطرت تسعى على أثري

من يسق بعد المنام ريقتها ... يسق بمسك وبارد خصر

(أي بارد) - وهذه أبيات لينة في لغتها ونغمها وأسلوبها الحواري المملوء شيطنة وخبثًا.

وقد شاع المنسرح بني طوائف المرققين في العصر الأموي، وقل عند شعراء الفخامة أمثال كثير والأخطل والقطامي وجرير وابن الرقاع والفرزدق، ولم يتعاطه طلاب الجزالة والفحولة إلا الكميت والطرماح. أما الكميت فلأنه أراد أن ينقض بائية ابن قيس الرقيات في عبد الملك ببائية في بني هاشم، وأما الطرماح، فلأن غرامه بالغريب أبي عليه إلا أن يستعمل المنسرح في قافية من أصعب قوافيه، ولغرض جاف


(١) حديث الأربعاء ٢٤٤: ١ - ٢٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>