يسير بعد فنائه مما لا يتناسب مع ما كان له من الشهرة والسيرورة. وإنما بفق به عند الخلفاء كما قدمنا نحو قوله:
هل تمسحون من السماء نجومها ... بأكفكم أو تطمسون هلالها
أو تجحدون مقالة من ربكم ... جبريل بلغها النبي فقالها
وقوله:
أنى يكون وليس ذاك بكائن ... لبني البنات وراثة الأعمام
وقد كان مثل هذا يروج بأنه يغني فيه الموصلي وأضرابه، وأجود شعر مروان حقًّا ما نطق فيه عن نفسه فأدركته فيه بداوة روح مواليه أو ما ذكر فيه الشعر وكان به عالمًا وبنقده خبيرًا.
قال ابن المعتز في طبقات الشعراء: «وقال مروان يفتخر وليس له فخر قديم ولا حديث غير الشعر، وكان ناصبيًّا معرضًا في شعره بآل الرسول صلى الله عليه وسلم:
ذهب الفرزدق بالفخار وإنما ... حلو القصيد ومره لجرير
ولقد هجا فأمض أخطل تغلب ... وحوى اللهي ببيانه المشهور
كل الثلاثة قد أبر بمدحه ... وهجاؤه قد سار كل مسير
ولقد جريت مع الجياد ففتها ... بعنان لا سئم ولا مبهور
ما نالت الشعراء من مستخلفٍ ... ما نلت من جاء وأخذ بدور
عزت معصا عند الملوك مقالتي ... ما قال حبهم مع المقبور
ولقد حبيت بألف ألفٍ لم تثب ... إلا بسيب خليفةٍ وأمير
ما زلت آنف أن أؤلف مدحة ... إلا لصاحب منبر وسرير
ما ضرني حسد اللئام ولم يزل ... ذو الفضل يحسده ذوو التقصير
أروي الظماء بكل حوض مفعم ... جودًا وأترع للسغاب قدوري