للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتظل للإحسان ضامنة القرى ... من كل تامكة السنام عقيري

أعطى اللهي متبرعًا عودا على ... بدءٍ وذاك على غير كثير

وإذا هدرت مع القروم محاضرًا ... في موطن فضح القرووم هديري

قوله ولقد هجا فأمض البيت، كأنه يذهب فيه إلى أن هجاء الأخطل أعداء بني أمية هو الذي أناله الحظوة وقد جعل مدحه ذا جودة وقرنه بصاحبيه قرنًا يستفاد منه أنه كالفرزدق ودون جرير في جودة المدح خاصة. وقد كان مروان مع علمه بالشعر ونقده مولى بني أمية وبأمرهم عارفًا وهجاء الأخطل الأنصار كان أول أسباب رفعته عند ملوك بني حرب ثم بني مروان، السئم فسره في هامش الطبقات محققه الفاضل فقال في الأصل سيم ويرى «ق» احتمال أنها نهج (وفي الأغاني ق) بجراء لا قرفٍ ولا مبهور وقد اخترت شبم لأنها أقرب إلى الرسم والمعنى المراد والشبم البردان مع جوع. ولعل الذي ذهب إليه أن يكون صوابًا وأنا أستبعده لأن الرسم الذي وجده سين مهملة فياء تحتية فميم فهذا له معنى أوضح وأصح ههنا من معنى الشيم بالشين المعجمة والياء الموحدة التحتية لأن كل ما هناك أن همزته قد سهلت وسئم من باب فرح فالصفة منها على فعل يفتح وكسر شيء مستقيم وقد كان مروان قرشي الدعوة لولائه في بني أمية وتسهيل الهمزة لغة قريش فعله هكذا كان ينشد بتسهيل الهمزة أو إخلاصها ياء كما قرأ أبو عمر وورش «إنما أنا رسول ربك ليهب لك» والرسم بالألف «لأهب لك» ويذكر عن قالون أنه قرأ بالياء أيضًا على اختلاف فيه كما في النشر. والمبهور الذي ينقطع نفسه من التعب، معًا أراد بها حيهم والمقبور منهم.

وعزت أي غلبت من قوله تعالى: {وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ} في خبر سيدنا داود في سورة صاد.

قوله: أؤلف مدحه إلخ ينبئ بما كان يتعمده من صناعة بقصد التقرب إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>