للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تنظر نظرًا بينًا إلى رائية عمر ولا تخالفها في المجرى، فهو هنا رفع وهناك خفض وكلام عمر:

يا من لقلب متيم كلف ... يهذي بخود مريضة النظر

لطيف يتجلى فيه لين المنسرح كأحلى ما يكون. ولكن كلام بشار لتكلفه ومغالاته في إبراز ناحية الرفث لا يخلو من قساوة وغلطة، وهو مع هذا كله جار على ما في سنخ المنسرح من حركة رقص جنسية متهالكة - نقول: ذلك إنصافًا له ولا نملك بعد إلا أن نستهجن منجه وأسلوبه كما استهجنه إسحق الموصلي (١) وهدك من ناقد.

ومنهج الحسين بن الضحاك في كلمته (٢):

تيسري للمام من أمم ... ولا تراعي حمامة الحرم

قد غاب لا آب من يراقبنا ... ونام لا قام سامر الخدم

أجود وأرق وأحلى. ولولا ما تكلم الدكتور طه حسين في هذه الميمية كلامًا وافيًا في كتابة "حديث الأربعاء" لأوردناها هنا وأطلنا التحدث عنها (٣).

ومما يظهر روح المنسرح المخنث كما استعمله المولدون أيما إظهار، قول أبي العتاهية يمدح الرشيد (٤):

الله بيني وبين مولاتي ... أبدت لي الصد والملالات

لا تغفر الذنب إن أسأت ولا ... تقبل عذري ولا مواتاتي

منحتها مهجتي وخالصتي ... فكان هجرانها مكافاتي


(١) نفسه راجع ٥ - ٢٦٨ وبعده ٣ - ١٣٣ وبعده.
(٢) نفسه ٧ - ٢١٨ - ٢١٩.
(٣) حديث الأربعاء.
(٤) الأغاني ٤ - ٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>