للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والملوك ما يدل على أن ما أراده الخريمي لمنسرحيته من السيرورة قد تأتي (١). ونورد لك منها على سبيل المثال قوله:

الكرخ أسواقها معطلة ... يسنن عيارها وعائرها (٢)

أخرجت الحرب من سواقطها ... آساد غيل غلبًا تساورها (٣)

من البواري تراسها ومن الخو ... ص إذا استلأمت مغافرها (٤)

تعدو إلى الحرب في جواشنها الصوف إذا ما عدت أساورها

كتائب الهرش تحت رايته ... ساعد طراها مقامرها

لا الرزق تبغي ولا العطاء ... ولا يحشرها للقاء حاشرها (٥)

في كل درب وكل ناحية ... خطارة يستهل خاطرها

والنهب تعدو به الرجال وقد ... أبدت خلاخيلها حرائرها

كل رقود الضحا مخبأة ... لم تعد في أهلها محاجرها

بيضة خدر مكنونة برزت ... للناس منشورة غدائرها

معصوصبات وسط الأزقة قد ... أبرزها للعيون ساترها (٦)

تعثر في ثوبها وتعجلها ... كبة خيل زيغت حوافرها

تسأل أين الطريق والهة ... والنار من خلفها تبادرها


(١) تاريخ الأسم والملوك للطبري ٧ ص ٥٢.
(٢) العيار: الشاطر اللص المتصعلك.
(٣) تساورها، الضمير راجع إلى الكرخ - يعني أن الأحداث أخرجت لصوصًا من شطار الكرخ يقطعون الطريق، ويساورون الناس، ويفسدون الأمن كأنما هم أسود غلب.
(٤) البواري: الحصر. يعني هؤلاء العامة يتخذون من الحصر درقاتهم، ومن الخوص خوذاتهم.
(٥) يعني بالرزق هنا رزق الجند - أي هؤلاء العامة ليسوا كجنود السلطان الذين يعملون بنظام ويرزقون على عملهم وإنما هم نهاب وثاب.
(٦) كبة الخيل: جماعتها.

<<  <  ج: ص:  >  >>