للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقول العتبي يرثي صديقًا له (١):

يا خير إخوانه وأعطفهم ... عليهم راضيًا وغضبانا

أمسيت حزنًا وصار قربك لي ... بعدًا، وصار اللقاء هجرانا

إنا إلى الله راجعون لقد ... أصبح حزني عليك ألوانا

وهذه المقاطيع الثلاث من اختيار المبرد، وقد كان من نقدة الكلام. إلا أني أحسبه -في استحسانه هذه الكئمات - كان متأثرًا بروح عصره وذوقه اللين، لأنه ليس فيها -في حد ذاتها- ما هو جيد بالغ في الجودة. بل إن أسلوبها إلى الضعف أدنى، وليست بشيء إذا وازنتها بالكلمات الجياد حقًا مما اختاره هو للمولدين وغيرهم كدالية ابن مناذر (٢) في الثقفي، ودالية المهلبي في المتوكل (٣)، وعينيتي أوس (٤) ومتمم (٥).

وقد أخذ أبو تمام بطرف من المنسرح في بعض قصائده، فجاء به على غير وجهه كما في الدالية التي جارى بها الطرماح، التي مر ذكرها، وكما في البائية التي جاري بها بعض مدائح ابن قيس الرقيات في عبد العزيز بن مروان ومطلعها (٦):

إن بكاء في الربع من أربه ... فشايعا مغرمًا على طربه

وفيها يقول محاكيًا للأعراب:


(١) نفسه ٢: ٣٠٩.
(٢) نفسه ٢: ٢٨٨ - ٢٩٠.
(٣) نفسه ٢: ٣١١ - ٣١٢.
(٤) نفسه ٢: ٢٧٢.
(٥) نفسه ٣: ٢٩٥ - ٢٩٦.
(٦) ديوانه ١: ٤١ - ٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>