للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألا تكن من أخوتي وعشيرتي ... فلأنت أعلقهم يدًا بفؤادي

وكقوله في الصاحب:

قد كنت آمل أن أراك فأجتني ... فضلًا إذا غيري جنى أفضالا

وأفيد سمعك منطقي وفضائلي ... وتفيدني أيامك الإقبالا

فهو سيجني من الصاحب لو كان لقيه فضلًا واحدًا وهو جاهه كما فسره من بعد في قوله «وتفيدني أيامك الإقبالا» ولكن الصاحب سيفيد منه منطقه وفضائله من شرف وبركة ويمن، ولا ريب أن الشريف كان يطمع في الخلافة لو وجد إليها سبيلًا، وقد كان لها أهلًا بنسبه الشريف وعلمه وعلو منزلته إلا أنه حرص على منازعة المتنبي لواء الشعر، ولا ريب أن أهليته له كانت دون أهليته للخلافة، ولله در لبيد إذ يقول:

فاقنع بما قسم المليك فإنما ... قسم الخلائق بيننا علامها

هذا، وبعد فمن أصناف التأمليات لزوميات المعري وقد أعجب بها جماعة من المستشرقين أشد الإعجاب لما تضمنته من الطعون في الإسلام وقد صرح نيكلسون بهذا في كتابه عن تأملات المعري وقد ترجم منه قطعًا واختيارات عددًا. وفي اللزوميات أشعار جياد مما ضمنه أبو العلاء غضبة أو حزنًا أو رنة جزالة مثل القطعة الأولى:

أولو الفضل في أوطانهم غرباء ... تشذ وتنأى عنهم القرباء

وبعض ما جاء فيها لم يخل من أنفاس زندقة كقولة:

وقد زوحمت بالجيش رضوى فلم تبل ... ولز برايات الخميس قباء

هل ضلع مع أبي سفيان ووحشي في أحد ههنا أو ضلع مع جيش مسلم بن

<<  <  ج: ص:  >  >>