وفارق دين الوالدين بزائل ... ولولا ضلال بالفتى لم يفارق
فعاد إلى معنى الضلال كما ترى. ولم يخل من خطأ إذ جعل أمر الدين عصبية نسب، وكأن هذا راجع إلى ما قال به في اللزوميات أيضًا:
وينشأ ناشئ الفتيان منا ... على ما كان عوده أبوه
ثم أصلح ما أفسده بقوله من بعد يخاطب طارقًا ويذكره أيام كان مسلمًا حافظًا:
عددت زمانًا في السيوف وفي القنا ... فأصبحت نكسًا في السهام الموارق
وحسبك من عارٍ يشب وقوده ... سجودك للصلبان في كل شارق
وما حزن الإسلام مغداك زاريا ... عليه ولكن رحت روحه فارق
تركت ضياء الشمس يهديك نورها ... وتبعت في الظلماء لمحة بارق
صلاة الأمير الهاشمي بمسجد ... أبر وأزكى من صلاة البطارق
مخاريق تبدو في الكنيسة منهم ... بلحن يهم ويحكى غناء مخارق
رأيت وجوهًا كالدنانير أحكمت ... زنانير فانظر ما حديث المفارق
فدونك خنزيرًا تعرق عظمه ... لتوجد كالطائي تدعى بعارق
جعل صلاة الأمير الهاشمي أزكى لعدم الاختلاط وكأنه يتهم طارقًا بأن أغوته امرأة وقوله فانظر ما حديث المفارق لعب لفظي جيد أي نظرت إلى الوجوه وإلى الخصور فانظر إلى الشعور فهذا كله غزل. ثم ضمن هذا لعبًا بقولهم وجوه الحديث ومفارق الحديث، فكأن مراده إذ قال رأيت وجوهًا كالدنانير أحكمت على الخصور الزنانير فتأمل ماذا وراء ذلك من حديث إذن فاكفر وكل الخنزير وسيكون ذلك عارًا عليك فتلقب بعارق من عرقك عظمه كما لقب الطائي عارق بهذا من قبل.