للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولعل خبر ردة طارق هذا يصحح ما زعموه من أن أبا العلاء لقي في بعض أسفار صباه من قسس النصارى من شككه في دينه لما فيه من الدلالة على نشاط مبشري النصرانية في ذلك الزمان ليفتنوا من يقدرون على فتنته عن الإسلام.

ومن كلمات اللزوميات الحسان ذوات الغضب كلمته في قصة المرأة التي أتت الجامع تشكو إلى الناس عدوانًا من أهل الفجور:

أتت جامعٌ يوم العروبة جامعًا ... تقص على الشهاد بالمصر أمرها

فلو لم يقوموا ناصرين لصوتها ... لخلت سما الله تمطر جمرها

فهدوا بناء كان يأوي فناءه ... فواجر؟ للفواحش خمرها

أي كان يأوي إلى فنائه. ولعلها كان يؤوي فناؤه فواجر بالنصب فهذا أجود من حذف الخافض وما أشبه أن يكون من تحريف الناسخ.

وزامرةٍ ليست من الريد خضبت ... يديها ورجليها تنفق زمرها

الزامرة عني بها امرأة. ثم جاء بلعب لفظي استعمل فيه مذهب أهل الفقه والضرر- يقول زامرة بشرية لا نعامة وتسمى النعامة زامرة لأن لها زمارًا فيه ترنيم كما مر من كلام علقمة والريد النعام، ثم ليؤكد إنها امرأة قال خضبت يديها ورجليها للفتنة. ولا يخلو هذا الوصف من فكاهة فقهاء- ثم يقول:

ألفنا بلاد الشام ألف ولادة ... نلاقي بها سود الخطوب وحمرها

فطورًا نداري من سبيعة ليثها ... وحينًا نصادي من ربيعة نمرها

وما العيش إلا لجة باطلية ... ومن بلغ الخمسين جاوز غمرها

ومن أجود كلمات اللزوميات أبيات رثى بها أبا القاسم الوزير. وكان له ذا مودة:

<<  <  ج: ص:  >  >>