للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأبيات- وقول طرفة:

لعمرك إن الموت ما أخطأ الفتى ... لكالطول المرخي وثنياه باليد

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلًا ... ويأتيك بالأخبار من لم تزود

وقول علقمة:

بل كل قوم وإن عزوا وإن كثروا ... عريفهم بأثافي الشر مرجوم

والمال صوف قرار يعلبون به ... على نفاذته وافٍ ومجلوم

وقول عنترة:

نبئت عمرًا غير شاكر نعمتي ... والكفر مخبثة لنفس المنعم

وقول حبيب:

وإذا أراد الله نشر فضيلة ... طويت أتاح لها لسان حسود

وكان عبد الله بن رواحة الأنصاري رضي الله عنه رقيق أنفاس الشعر ساخنها صادق حرارة إيمانها، فهذا شهر لم يحمل على وجه من الباطل، وهو مع ذلك قوي جيد لا ريب في ذلك ما كان منه رجزًا وما كان قصيدًا. وقد ذكروا أنه كان يهجو المشركين بكرهم فكانوا كأنهم لا يبالون بذلك ثم لما أسلم منهم من أسلم تبينت لكثير منهم قوة مذهبه.

وقد ذكروا أن الأخطل لما سمع بيت جرير:

فمالك في نجدٍ حصاة تعدها ... ومالك في غوري تهامة أبطح

زعم أنه لا يبالي بذلك وحق الصليب. وقد نرى أنه بالى لما في هذا القسم من الدلالة على أنه فطن لمراد جرير أن ينفيه من باحة الشرف التي شرفها العرب برسول الله صلى الله عليه وسلم وبالإسلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>