وتأمل حلاوة هذه الأبيات والأشطار ورنة إيقاعهن:
بسم الإله وبه بدينا ... ولو عبدنا غيره شقينا
تقول بدى بيدي كيرمي ويبدي كيسعى ويبدو كيرجو وقد استشهد بهذين الشطرين أبو عبيدة في مجاز القرآن. والعجب ممن زعم أن أبا عبيدة كان يلحن مع هذا العلم العميق الغزير. وكان بينه وبين الأصمعي تنافر. وكان هذا مقربًا عند الخلفاء فمن الراجح عند الظن أن يكون هذا ونحوه من دعاية تلاميذ الأصمعي وحزبه وكانوا على ذلك قادرين، والله تعالى أعلم.
وقال ابن رواحة رضي الله عنه:
لاهم لولا أنت ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا
إن الأعداء قد بغوا علينا ... إذا أرادوا فتنة أبينا
فأنزلن سكينةً علينا ... وثبت الأقدام إن لاقينا
وهذه الأشطار مما رواها البخاري في صحيحة كما رويت في السيرة.
وقال:
خلوا بني الكفار عن سبيله ... خلوا فكل الخير في رسوله
نحن ضربناكم على تنزيله ... كما ضربناكم على تأويله
ضربًا يزيل الهام عن مقيله ... ويذهل الخليل عن خليله
وقد تمثل بهذه الأشطار أو ببعضها عمار بن ياسر رضي الله عنهما في صفين وقال:
فثبت الله ما أتاك من حسن ... تثبيت موسى ونصرًا كالذي نصروا
وقال:
إذا بلغتني وحملت رحلي ... مسيرة أربع بعد الحساء
فسيري وأربعي وخلاك ذم ... ولا أرجع إلى أهلي ورائي