للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن يساري إذا دخلت من البا ... ب وإن كنت خارجًا فيميني

ليت شعري أمن هوى طار نومي ... أم براني الباري قصير الجفون

ثم جاء ابن أبي ربيعة وأضرابه، فأكثروا من هذا البحر واتخذوا من وزنه الرصين القوي ذي الرنة الملنخولية مركبًا لكلامهم الناعم المرقق أكسبه موسيقا حية تجل عن رتابة السريع، وتعثر الأحذ، وتكسر المنسرح وتثنيه، وتصبغ غزل الرجال في النساء بما هو حقه من فحولة في تأت وتلطف - مثال ذلك:

فالتقينا فرحبت حين سلمت وكفت دمعًا من العين مارا

ثم قالت عند العتاب رأينا ... منك عنا تجلدًا وازورارا

قلت كلًا لاه ابن عمك بل خفنا أمورًا كنا بها أغمارًا (١)

فجعلنا الصدود لما خشينا ... قالة الناس للهوى أستارًا

فلذاك الإعراض عنك وما آ ... ثر قلبي عليك أخرى اختيارا

ما أبالي إذا النوى قربتكم ... فدنوتم من حل أو من سارا

فالليالي إذا نامت طوال ... وأراها إذا قربت قصارا

وفي القصيدة أبيات جياد غير ما أوردناه تحدث عنها الدكتور زكي مبارك بأسلوبه المعروف فوفاها حقها (٢)، وهذا الذي اخترناه مما اتفق الأولون على تقديمه وعدوه من إحسان بن أبي ربيعة الذي لا ينكر.

ومثال آخر قوله:

أصبح القلب في الحبال وهينًا ... مقصدًا يوم فارق الظاعنينا


(١) الأغاني ١: ١٣٦ مار، سال، قوله كلا لاه: أي كلا له ابن عمك، وهو تعجب وتزجية حديث - أغمار: غير عارفين مجربين.
(٢) حب ابن أبي ربيعة وشعره لزكي مبارك (الطبعة الثالثة) ١١٢ - ١١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>