للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هكذا في طبعة المجموعة وأحسبه خطأ وقد فسره الشارح بأن النقي هو المخ والدر الحليب وأعظمها ضبطه ضبط اسم التفضيل بفتح الظاء بعد عين ساكنه وهذا كله لا يستقيم إذ لا معنى لأن تكون حالية بالحليب عظماها، ثم معاطيل لأنها جمع لا تصلح خبرًا لأعظمها إلا على أن نؤول أن «أعظمها» عدده أكثر من واحدة أو تقدمه مبتدأ الوجه عندي أن البيت صوابه هكذا إن شاء الله.

بالنقي أعظمها والدو حالية ... ومن كلال ومن هزل معاطيل

فالهزل مقابل للنقي وهو المخ وكون أعظمها بضم الظاء أي عظامها فيها النقي دلالة على أنه لا هزل بها. والكلال مقابل الدو وهو القفر والصحراء وإذا كان الدو لها حليًا مع مخ عظامها دل ذلك على مواصلتها للسير وهي قادرة عليه غير ذات كلال -فهي عاطلة من الكلال ومن الهزل.

خوص لها أرب تحت الدجى وإذ اشـ ... ـتد الهجير وضم القسور الغيل

القسور الأسد، وكانت في طريق الحج السباع والمخاوف، فانظر كيف كان حرص المسلمين على أداء شعائرهم فكيف أساء المعري حيث قال ما قال

تحكين نفث نعام راعهن ضحى ... زعر ويثفرن والصوان مبتول

يلبزن صم الحصى لبزا ومدرجها ... خط عليه فمنقوط ومشكول

كلا هذين البيتين فيهما تحريف من ناسخ -تحريف كثير ولعل الصواب هكذا إذ هو أشبه بالمعنى والرسم يحتمله كالذي مر من «الدو» لما بين الواو والراء من شبه:

يحكين نفر نعام راعهن ضحى ... ذعر وينفذن والصوان مبتول

ينبذن صم الحصى نبذًا ومدرجها ... خط عليه فمنفوط ومشكول

ذلك بأن النفاذ يماثله البتل أي القطع والنفر يشاكله الذعر ويناسبه واللبز باللام بعيدة لأن الحصى لا يلبز ولكن ينبذ أي يقذف ويرمى به.

<<  <  ج: ص:  >  >>