للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قصاد البيت من أهل المشرق. قال في اللامية التي جارى بها كعبا رضي الله عنه:

وإذ قضيت غزاة فأتنف عملًا ... للحج فالحج للإسلام تكميل

واصل سراك بسير يا ابن أندلس ... والطرف أدهم بالأشطان مغلول

يعني السفينة - ينظر بعض النظر إلى قول أبي الطيب يصف سفن سيف الدولة:

دهم فوارسها ركاب أبطنها ... مكدودة وبقوم غيرها الألم

وأصل دهم أبي الطيب من دهماء علقمة التي حاركها بالقتب محزوم.

ثم يقول في نعت سفينته التي هي طرف أي حصان أدهم مغلول بالأشطان أي الحبال:

يلاطم الريح منه أبيض يقق ... له من السحب المربد إكليل

يعلو خضارة منه شامخ جلل ... سام طغى وهو بالنكباء محمول

أحسب أن الصواب «سام طفا» بالفاء أخت القاف لا الغين المعجمة أخت العين المهملة - حتى يقول من بعد:

ما زالت الموج تعليه وتخفضه ... حتى بدا من منار الثغر قنديل

فكبر الناس إعظامًا لربهم ... وكلهم طرفه بالسهد مكحول

وصافحوا البيد بعد اليم وابتدروا ... سبلا بها لجناب الله توصيل

ثم يقول:

يسوقهم طرب نحو الحجاز فهم ... ذوو ارتياح على أكوارها ميل

شعث رؤوسهم يبس شفاههم ... خوص عيونهم غرش مهازيل

لأبي حيان كما للزمخشري شخصية قوية. غير أنه دون الزمخشري حدة ذكاء ووقدة حماسة صدق ألا أن عنده نشوة طرب وليست نشوة الطرب وحده ببالغة مبلغ إيحاء رنات حاق الشعر ههنا أيضًا أمر فيه استعصاء على الشرح والتوضيح كأمر الصدق الشعري.

هذا وأول قصيدة أبي حيان فيه نظر إلى أول كلمة ابن زريق:

لا تعذليه فإن العذل يولعه ... قد قلت حقًا ولكن ليس يسمعه

وهو قوله:

لا تعذلاه فما ذو الحب معذول ... العقل مختبل والقلب متبول

<<  <  ج: ص:  >  >>