سلام الله عدة رمل خبت ... على ابن الهيثم الملك اللباب
وأرى أنه أخذ هذا الأسلوب في التسليم من طريقة الصلاة والسلام في المديح النبوي وأن ذلك في النبويات المتعبد بها كان معروفًا شائعًا في زمانه. على أن هذا المذهب له في العربية أصول قديمة كما في قول الآخر «ألا فاسلمى ثم اسلمي ثم اسلمى» ولكن قولهم عدة كذا وعدد كذا مذهب نبوي والله أعلم.
وقال البحتري:
إن لم يبلغك الحجيج فلا رموا ... في الجمرتين ولا سقوا في زمزم
فهذا دعاء من قلب مسلم وقد سبق منا القول أن نفس هذه الديباجة للبحتري مما اقتدي به مداح الرسول صلى الله عليه وسلم فيما بعد -وقال:
ذكروا بطلعتك النبي فهللوا ... لما برزت من الصفوف وكبروا
وإنما ذكرهم النبي صلي الله عليه وسلم أن المتوكل برز في برد النبي صلي الله عليه وسلم -وذلك قوله:
وبرزت في برد النبي مذكرا ... بالله تنذر تارة وتبشر
فالقصد من البحتري ههنا إلى مدح النبي صلى الله عليه وسلم ضمناً، كما ترى، وإن ما جعل مدحه الخليفة فرعًا من ذلك وطرفًا
وقال أبو الطيب في سيف الدولة:
فمن كان يرضى اللؤم والكفر ملكه ... فهذا الذي يرضي المكارم والربا
وقال:
هنيئًا لضرب الهام والطعن في العدا ... وراجيك والإسلام أنك سالم