للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن كان مسعود سقى أطلالهم ... سيل الشئون فلست من مسعود

فهذه نهاية تشعرك أنها آخر الكلام، ثم إذا بالشاعر يزيد معنى آخر يتغنى به ويترنم ويفتن.

رحلوا فكان بكاي حولًا بعدهم ... ثم ارعويت وذاك حكم لبيد

فهو من لبيد لا من مسعود، وعنى به ذا الرمة أو عنى به أخاه لقول ذي الرمة، كما مر بك أيها القارئ الكريم من قبل:

قد عجبت أخت بني عبيد

وهزئت مني ومن مسعود

رأت غلامي سفر بعيد

يدرعان الليل ذا السدود

مثل ادراع اليلمق الجديد

وقد جاء الزمخشري بعد البيت الذي زعم فيه أنه صلب وبعض الناس رخو فاتر بأبيات وسط هن قوله:

إن عن لي أمر فلي عن رفضه ... ناه وبالإقدام فيه آمر

وعنى أمرًا من الجد ولكن عبارته كما ترى عامة فلا تفيد الدلالة القاطعة على معنى الجد الذي هو مراده إن شاء الله. هذا وبعض الأمور مما يجب على العاقل رفضه وألا يقدم عليه. قال تعالى: {وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به} - استشهدنا بالآية للدلالة على أن الأمر يقع على الشيء وعلى ضده ونقيضه.

فإذا عزمت على تقارب نهضتي ... أمضى العزيمة حدي المتناصر

أي الذي ينصر بعضه بعضًا وفي القافية كما ترى قلق

والجد شيمة من له عرق إذا ... عدت عروق ذوي المرائر طائر

قال الشارح الشيمة الطبيعة والعرق أصل كل شيء والمرائر جمع مريرة وهي العزيمة وأصلها الحبل المفتول والطائر المرتفع- انتهى قلت لا يظهر المعنى على هذا الوجه، وقد

<<  <  ج: ص:  >  >>