ذكر الشارح رحمه الله أنه نقل القصيدة من ديوانه الخط (ج ٢ - ص ١٣١ - ١٣٥) - هل يريد إذا استمر ذوو المرائر في سيرهم الجاد فإن له عرقًا يطير به طيرانًا؟ يجوز هذا الوجه على بعد ويكون يعني بالطيران هنا منتهى الغلو في السرعة وقد يسوغ هذا التأويل ذكره المهري من بعد وهو الجمل السريع النجيب، منسوب إلى مهرة التي تنسب إليها الإبل المهرية النجب.
ما فضل المهري إلا أنه ... بالجد في طي المراحل ماهر
ذهب هنا من مذاهب أهل البديع إلى حسن التعليل- ثم بعد هذه الأبيات التي كما قدمنا لم يزد بها كبير شيء على قوله يفتخر «إني لذو جد» رجع إلى حديث تماضر:
سيرى تماضر حيث شئت وحدثي ... إني إلى بطحاء مكة سائر
تماضر اسم الخنساء. وما ذهب الزمخشري إليه ولكنني أحسبه ذهب إلى معنى تماضر سلمى بن ربيعة حيث يقول:
رجلًا إذا ما النائبات غشينه ... أكفي لمعضلة وإن هي جلت
والأبيات من مشهور الفخر وجيده وهي مما اختاره أبو تمام في الحماسة فإلى هناك نظر جار الله رحمه الله- أما قوله:«سيري تماضر» فقد جارى به قول الضبي «تربت يداك» وكأنه أخذه من قول الحطيئة:
سيري أمام فإنا الأكثرين حصى ... والأكرمين إذا ما ينسبون أبا
فجعل مكان أمامة تماضر وهي المزجورة في قول الضبي، وجعل مكان الحث في قوله سيري معنى الزجر الذي في «تربت يداك» وإنما دعا عليها ومراده زجرها لا أن تصب عليها لعنة ما.