عصلًا، أخذوا بها بيت المقدس، فيا أشبه اليوم بالبارحة، إن الله على كل شيء قدير.
إن لم أنله ولم يكن مني له ... بسنان رمحي أو لساني ناصر
يعني إن لم أكن من أهل ذلك الزمان فأسعد بنيل رؤياه كما سعد الصحابة الأبرار، فأجاهد كما جاهدوا بالسنان واللسان.
فأنا النصور لوحيه بدلائل ... وجه اليقين بهن أبلج زاهر
ثم من ههنا رجع إلى أمر نفسه وترك ما كان فيه من المديح، وهذا أشبه بمذهب القصيدة، إذ كلها مبنية على ما عزم عليه من هجرة الأوطان والمجاورة بالبيت الحرام- غير أن ههنا التفاتا من باب التعبد المحض الذي كان ينبغي أن يرومه إلى نوع من مقارعة الخصوم. وقد يعتذر له في هذا بأنه قد استفاد من ذكر النبي صلى الله عليه وسلم نشوة واريحية وشجاعة فؤاد، وقد صدق في هذا الذي ذكره عن تفسيره وما هو ملحق بالتفسير من علوم اللغة والأدب، أساسه، وفائقه، ومفصله فكل أولئك ذو فوائد جمة تمت إلى فهم التنزيل والسنة بسبب متين.
من يلقهن بفهمه فكأنما ... في مسمعيه الوحي غض ناضر
غض فيها إشارة إلى قول ابن مسعود رضي الله عنه.
ويهز من أملي إذا جن الدجى ... أملى كما هز الجناح الطائر
التشبيه هنا ضعيف البنية غير متناسب مع ما قبله، وذلك أن الطير لا ترفرف إذا جن الدجى ولكنها تفعل ذلك عند اقتراب الصباح وإنما يذكر من الطير مع الليل البوم وما أشبه مما يكره أن يشبه به المرء نفسه.