وقلت إلى الطعام فقال منهم ... زعيم نحسد الانس الطعاما
وزعم أهل الكتاب فيما سطروا من كتابهم أن الملائكة أكلت من العجل الحنيذ لما أرسلوا وهم في طريقهم إلى تدمير قوم لوط. فتأمل.
قال الزمخشري:
والله أكرم أن يرى متجردًا ... من حلتي نعماه عبد شاكر
جعلهما حلتين تشبيهًا بكساء الحج. يدلك على ذلك قوله «متجردًا»، إذ الحاج يتجرد من المخيط والمحيط:
يا رب إني أستجيرك في الذي ... نطت الرجاء به وأنت الخائر
هكذا استجيرك في المطبوعة وما أرى إلا أنه أستخيرك بالخاء المعجمة أي أنا استخيرك وأنت سبحانك تختار لي.
وإليك أرغب في النهوض بهمتي ... حتى أفي بجميع ما أنا ناذر
وهذا مقطع حسن للقصيدة، ومقطعه على قول من قال إن المقاطع هي أواخر الأبيات، أيضًا حسن.
وقريب من زمان الزمخشري، سابق له إذ هو من رجالات آخر القرن الخامس (توفي سنة ٥٠٧ هـ) الأبيوردي الشاعر، الأموي السفياني نسبًا وكان يقول في نسب نفسه المعاوي نسبة إلى معاوية رحمه الله. وله في المجموعة النبهانية قصيدة جاري بها «بانت سعاد»، نبوية، عمد فيها إلى ألفاظ ضخام، ولم يخل من أنفاس أموية إذ نسب النبي صلى الله عليه وسلم قرشيًا ليدخل بذلك بنو أمية وأجداده منهم في حيز هذا الشرف، ولا ريب أنهم كانوا في قريش يعاسيب، إلا أنهم لم يكونوا من أهل البيت، إلا أم حبيبة رضي الله عنها وما كان لمعاوية رحمه الله من جهة الصهر، وقد رام يزيد أن يعتذر عن قتل الحسين صلوات الله عليه ولا عذر له حيث قال: