للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على أنيابها أو طعم غض ... من التفاح هصره اجتناء

على فيها إذا ما الليل قلت ... كواكبه ومال بها الغطاء

فإن يكن النبي صلى الله عليه وسلم سمع هذه الأبيات من حسان رضي الله عنه فليس بصواب أن نحرم سماعها، إلا أن يكون الشيخ يوسف رحمه الله قد ثبت عنده أنه لم يسمعها الرسول عليه الصلاة والسلام. ويعذل رحمه الله إن يكن حذفها ليقوي بذلك حجته المتقدمة: ولعله قرأ الهمزية في نسخة ليست هذه الأبيات فيها- قال المعري في رسالة الغفران يخاطب حسان رضي الله عنه على لسان ابن القارح: «ويحك، أما استحييت أن تذكر مثل هذا في مدحتك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقول كان أسجح مما تظنون إلخ»

قال تعالى جل من قائل: {فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك}.

ونقل النبهاني عن ابن حجة في الفصل الرابع من مقدمته بعد أن مهد بأنه يستحسن لمن يمدح النبي صلى الله عليه وسلم أن يشبب بذكر الديار الحجازية ومعالمها إلخ قال: «قال العلامة تقي الدين بن حجة في خزانة الأدب في شرح البيت الأول من بديعيته وهنا فائدة وهو أن الغزل الذي يصدر به المديح النبوي يتعين على الناظم أن يحتشم فيه ويتأدب ويتضاءل ويتشبب مطربًا بذكر سلع ورامة وسفح العقيق والعذيب والغوير ولعلع وأكناف حاجر ويطرح محاسن المرد والتغزل في ثقل الردف ورقة الخصر وبياض الساق وحمرة الخد وخضرة العذار وما أشبه ذلك وقل من يسلك هذا الطريق من أهل الأدب. أ. هـ.

عابوا أبا الطيب لقوله:

إني على شغفي بها في خمرها ... لأعف عما في سراويلاتها

فقيل ما معناه أي عفاف هذا الذي يذكر السراويلات؟

ولقد أعجب من هذين الفاضلين إذ ينهيان عن ذكر الخدود والقدود والأرداف ولا يخلو كلامهما من بعض الأنس إلى ذكر ذلك، ولا سيما ابن حجة إذ لم يكد يدع شيئًا من صفة ما يشتهي وتأمل قوله «وبياض الساق وحمرة الخد».

وأحشم من ذلك، وحق له ذلك قول الباعونية: «ويتعين في غزل المديح النبوي أن يحتشم فيه ويتشبب بذكر الجهات الحجازية من سلع ورامة والبان والعلم وذي سلم وما في معناها ويطرح ذكر التغزل في الردف والقد والخد ونحو ذلك فإن سلوك هذا

(? ) راجع كتاب التماسة عزاء ص ٢٢٨ وهامش خزانة الأدب لابن حجة طبعة مصر ١٣٠٤ هـ تصوير بيروت ص ٣١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>