للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألكل منهم نصيب من الملك، فهلا تميز الأنصباء

أتراهم لحاجة واضطرار ... خلطوهم وما بغى الخلطاء (١)

أهو الراكب الحمار فيا عجز إله يمسه الإعياء (٢) أم جميع على الحمار لقد جل حمار بجمعهم مشاء

أم سواهم هو الإله فما نسبة عيسي ليه والانتماء (٣)

أم أردتم بها الصفات فلم خصت ثلاث بوصفه وثناء (٤)

أم هو ابن الله ما شاركته ... في معاني النبوة الأنبياء (٥)

قتلته اليهود فيما زعمتم ... ولأمواتكم به أحياء

إن قولا أطلقتموه على الله، تعالى ذكرًا، لقول هراء

فهذا جدل قوي كما ترى، وفيه مشابه من جدل الحرث بن حلزة في المعلقة، وأرجح أن البوصيري نظر إلى ذلك في صناعته، ومما لا ريب فيه أن همزية البوصيري هذه من جليل النظم، وهي تفصح بحجة الإسلام، كما تفصح قصيدة دانتي بحجة المسيحيا (٦).

وقد أعجب المتصوفة وغيرهم من الصالحين بهذه القصيدة حتى جعلوها من


(١) أي إذا جاز لهم ما يجوز للبشر من المشاركة والمخالطة، فيجوز في حقهم البغي والخصام، قال تعالى وإن كثيرًا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض (صاد).
(٢) إشارة إلى أنه روي أن عيسى عليه السلام كان يركب حمارًا. فإن كان عنصره إلهيًا كله كما تزعم اليعاقبة فكيف يصح أن يحمله حمار وأن يمسه التعب.
(٣) قطع همزة الانتماء ثم سهلها.
(٤) يعني إن كانت الناسوتية واللاهوتية مجرد صفات فلم اشترطتم عددًا يعينه؟
(٥) هذا على القلب. أي ما شارك هو الأنبياء في معاني النبوة، أو ما شاركوه في معاني النبوة بتقديم الباء، على النون وهذا بعيد فنبينا لم نزعم أنه ابن لله ولكنه صلى الله عليه وسلم عبد من عباده.
(٦) قد رجحنا فيما يلي في آخر هذا الكتاب نظر دانتي إلى البوصيري وابن أبي الخصال وشعراء المديح، النبوي.

<<  <  ج: ص:  >  >>