قيادها مع المديح وما بمجراه فتأمل. وقد يجوز أن يكون ابن زمرك نظر إلى ما ثم من همزيات مجرورة الروي قديمة ككلمة حبيب:
قدك اتئب أربيت في الغلواء ... كم تعذلون وأنتم سجرائى
ومهما يكن من ذلك فإنه ما جاوز نهجًا خطابيًا قليل الرونق، أشبه شيء بمنظومات المناسبات التي لا يكون لها قوة تأثير بعد مناسبتها الأولى. ومطلعها:
زار الخيال بأيمن الزوراء ... فجلا سناه غياهب الظلماء
وأكثر أبيات القصيدة على غرار هذا المطلع لا تكون أجود منه إن لم تكن دونه.
وللسان الدين بن الخطيب شعر نبوي قاله على لسان سلطانه ملك غرناطة الغني بالله من بني الأحمر محمد بن سلطان بن الحجاج ربما ضمنه من خاص شعوره وصدق محبته مع الذي اعتذر به على لسان سيده من التقصير عن قضاء واجب زيارة القبر الشريف بما كان يعدوه من واجب المرابطة وجهاد العدو، وإنما قصد لسان الدين وسلطانه إلى وجه من الاستغاثة بالرسول صلى الله عليه وسلم. من ذلك بائيته التي مطلعها:
دعاك بأقصى المغربين غريب ... وأنت على بعد المزار قريب
والضمير يخاطب به رسول الله صلى الله عليه وسلم والمستغيث هو لسان الدين على لسان سلطانه كما تقدم وجلي أيضًا أنه مستغيث بلسان نفسه أيضًا:
مدل بأسباب الرجاء وطرفه ... غضيض على حكم الحياء مريب
يكلف قرص البدر حمل تحية ... إذا ما هوى والشمس حين تغيب
لترجع من تلك المعالم غدوة ... وقد ذاع من رد التحية طيب
ويستودع الريح الشمالي شمائلا ... من الحب لم يعلم بهن رقيب
لعلها الشمال بفتح الشين وهو أشبه من أن تقع في بيته شبه ضرورة إذ حق الياء هنا ظهور الفتحة عليها. وفي الأبيات التالية لهذا البيت أخطاء نسخ أو طبع يشبن ما لا ريب فيه من روائها واستوائها وصفائها.
ومنها:
وما هاجني إلا تألق بارق ... يلوح بفود الليل منه مشيب
فبت وجفني من لآلي دمعه ... غني وصبري للشجون سليب
ومنها