ذو الحجر أي ذو اللب.
أم عائد مني بأجدر تربة ... بالقصد في أكناف خير جدار
ربع به غرر العلا مبذولة ... للمشتري والأري للمشتار
الأري هو العسل ومشتاره جانيه والتربة عنى بها قبره صلى الله عليه وسلم.
وبه يبين للقلوب حقائق الأسرار ... بدر لم يشن بسرار
ومن ههنا أخذ في مدح الرسول عليه الصلاة والسلام:
هو أحمد المختار أحمد مرسل ... قتال كل معاند ختار
ندب إذا بث الجياد مغيرة ... علقت بحبل للثبات مغار
بيمينه في الحرب حتف الممترى ... وحياتها في السلم للممتار
هكذا وعندي أن ههنا خطئًا من الناسخ وأن الصواب: وحيا بها أي وبها حيا أي غيث في زمن السلم لطالب جدواها ممتارًا، لأن الغيث يتبعه الخصب والميرة.
غمر الندى جلاء أغمار الورى ... متكفل بهداية الأغمار
جعل المهيمن في مسامع خصمه ... وقرًا وزان صحابه بوقار
وهو المظل بالغمائم من أذى الـ ... أسفار والمنعوت في الأسفار
يعني أسفار أهل الكتاب.
وبه تنشر حين سار مهاجراً ... للغار ذكر فاق نشر الغار
وانهل إكرامًا له صوب الحيا ... والقطر محتبس عن الأقطار
فضل البرية كلها ورسا به ... طود العلا في هاشم ونزار
وما أرى إلا أنه عنى بنزار العرب أجمعين.
والمدح هنا خالص لا يشوبه تباه بشيء من عرض الدنيا أو التفات إليه، وهذه مزية مداح الرسول صلى الله عليه وسلم الذين انصرفوا بفنهم كله إلى مدحه عليه الصلاة والسلام، لا يشوبونه بغيره، ووازن بين ما ههنا وما مر بك من كلام الزمخشري وابن الخطيب والأبيوردي والفيروزآبادي مثلًا.
يا هاديًا شد الإله بدينه ... أزرى وشد على العفاف إزاري
يا من به إن عذت من سنة حمى ... أو زار في سنة محا أوزاري
يا من حباء يديه محلول الحبى ... لحبا يسار أو لفك إسار
لو لم يكن مدحيك من عددي لما ... أضحى شعاري صنعة الأشعار