مسلمًا صادق العقيدة، وأن غرامه بمصر كان طرفًا من غرام أبرع وأوسع هو غرامه بلغة العرب ومدنيتهم وبالإسلام كما تجلى في أيام الرشيد وهشام. وكما كان يوده أن يتجلى في دولة بني عثمان.
والقاريء لهذه الهمزية الطويلة من شعر شوقي يؤسفه حقًا أن هذا الشاعر الفذ قد أفسد فنه بالأسلوب التأريخي التعليمي كما في قوله:
لا رعك التاريخ يا يوم قمبيز ولا ططنت بك الأنباء
وهذا فاتحة لدرس تأريخي بعده، وكقوله:
طلبة للعباد كانت لإسكندر في نيلها اليد البيضاء
وكقوله:
سجدت مصر في الزمان لإيزيس الندى من لها اليد البيضاء
وخاطب إيزيس بقوله:
لك آبيس والمجتب أوزيرس وابناه كلهم أولياء
مثلث للعيون ذاتك والتمثيل يدني من لا له إدناء
وادعاك اليونان من بعد مصر ... وتلاهم في حبك القدماء
فإذا قيل ما مفاخر مصر ... قيل منها إيزيسها الغراء
رحم الله شوقيًا ما كان أغناه عن هذا العناء، وهل عدا هنا أن نظم كلامًا كان وجهه أن يورد نثرًا، لا فنيًا، ولكن علميًا جافًا كنثر علماء الأنثروبولوجيا وتطور الأديان؟ وهل ترى، لو كانت إيزيس هذه قاعدة نحوية، وآبيس وأوزيريس متفرعات لها، أن شوقيًا كان يزيد على مثل قول ابن مالك: