وإذا تكلل كالجمان جبينه ... عرقًا لأمر عظمت أسراره
فأريجه أذكى وأطيب مخبرا ... من ريح مسك فضه عطاره
وإذا بدا في حلة يمينة ... قد زان دائر طوقها إزراره
فالشمس بعد الصحو مشرقة السنا ... والبدر في فلك الكمال مداره
ثم انتقل إلى صفة خلقه السني عليه الصلاة والسلام:
متقلدًا بالسيف ليس مباليًا ... بمن التقى عزت به أنصاره
حلل السكينة والثبات لباسه ... والبر والإخلاص فيه شعاره
وذلك أن الشعار هو ما يباشر الجسد من الثياب، وهذا من شريف المعاني أن يكون الثبات والسكينة هو الحلة الظاهرة والإخلاص والبر هو الكساء الباطن.
وضميره التقوى وأوتي حكمة ... فازداد منها عقله ووقاره
والصدق منه والوفاء طبيعة ... والعفو والصفح الجميل دثاره
والعدل سيرته وحق شرعه ... وسبيله نهج الهدى ومناره
وشريعة الإسلام ملته وبالـ ... حق المبين إلى الورى إظهاره
ومن هنا أخذ في مدح الإسلام وقصة أول ظهوره على الشرك وما كان بجزيرة العرب من أديان.
ختم النبوة فهو درة تاجها ... وطراز حلتها الثمين عياره
أبقى لسنته طريقًا واضحًا ... رحبًا سواء ليله ونهاره
أعلم أصلحك الله أن سواء تفيد التسوية فإذا جاءت بعدها الهمزة كانت المعادلة بأم وإن لم تجيء الهمزة جيء بالعطف بالواو. ولا تصلح أو ههنا لأنها للتخيير لا للمعادلة ولا للجمع. قال تعالى: {سواء علينا أجزعنا أم صبرنا}. وقال تعالى: {سواء العاكف فيه والباد}. وقال تعالى: {سواء محياهم ومماتهم}. ومن الأخطاء الشائعة الآن جعل أو في مثل هذا الموضع.
يمحو سنا الشمس الكسوف وينقص الـ ... قمر المحاق ويعتريه سراره
وشموس شرعة دينه محروسة ... من حادث يمحو الضياء غباره
نهج الصواب بجده وبجده ... بعد الدثور تجددت آثاره
تكرار الدال والجيم هنا فيه نظر إلى طريقة القدماء كذي الرمة وزهير كما فيه نظر إلى طريقة أبي تمام.