للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واستعلن الحق المبين بنوره ... بجبال فاران وقر قراره

جبال فاران هي جبال مكة بدليل أن أسفار التوراة تزعم أن إسماعيل ترك هو وأمه هاجر يجولان في صحراء فاران (انظر سفر التكوين ٢١/ ٢١ - وسكن في برية فاران وأخذت له أمه زوجة من أرض مصر). والذي عندنا أن الماء الذي أصابته هاجر بجناح الملك هو ماء زمزم فتكون فاران هي أرض مكة وتزوج إسماعيل من جرهم ولا يستبعد أن تكون جرهم قد كانت مثل قريش تتاجر إلى مصر والشام والحبشة. وعند أهل الكتاب أن فاران بناحية سيناء، ولو كانت بناحية سيناء لم يكن أمر إسماعيل ليكون على بعد من سارة وابنها، وقد أرادت سارة إبراهيم على أن يبعد إسماعيل حتى لا يشارك ابنها في الميراث.

وجلا ظلام الحرتين ضياؤه ... وبه سما نور وأشرق غاره

عنى بالحرتين المدينة.

فخرت به خير القبائل هاشم ... وحوى به المجد الأثيل نزاره

قد يدخل في معني نزار العرب كلهم ولا يبعد أنه نظر هنا إلى قول ابن الرومي:

كم من أب قد علا بابن ذرا شرف ... كما على برسول الله عدنان

واجعل بيت ابن الرومي هذا من ضمن ما مهد لمجيء القصيدة النبوية لتخلف قصيدة المدح وما إليها. ثم أخذ الصرصري في ذكر الجهاد وما تبعه من ظهور شمس الدين على الدين كله ولو كره المشركون:

زهرت نجوم السعد في بدر به ... وتبلجت يوم الرضى أقماره

وشموسه في فتح مكة أشرقت ... فانجاب عن وجه العلاء قتاره

القتار بفتح القاف عنى بها القتر بالتحريك أي الغبار وظاهر كلام الأخفش في القوافي يفيد أن ذلك مما كانت تفعله العرب وعند سيبويه أن الإشباع في الضم والكسر وقال الآخر:

خذا بطن هرشى أو كلاها فإنه ... كلا جانبي هرشى لهن طريق

<<  <  ج: ص:  >  >>