للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يخاطب الحاج.

بلغ هديت إذا وصلت سلام من ... قامت بشيب عذاره أعذاره

فلم ير الضرر عذرًا كما ترى ولكن الكبرة والضعف.

وقل السلام عليك من متعرض ... لعظيم فضلك رثة أطماره

يا من جلا قتر الضلال ومن إذا ... ما أمه العافي انجلى إقتاره

يا من تساوى في المكارم والندى ... كلتا يديه يمينه ويساره

أخذه من قول الآخر:

كلتا يديه غياث عم نفعهما ... تستوكفان وما يعروهما عدم

وهذا البيت يذكر في قصيدة للفرزدق يمدح زين العابدين رضي الله عنه، وفي قصيدة للحزين الكناني يمدح بعض بني أمية ويجوز أن أصله للحزين فأخذه الفرزدق.

أنت المليء بكشف ضر مخلف ... ذي عسرة بندى يديك يساره

وبين اليسار هنا وفي البيت المتقدم مجانسة تامة. وهذا عذر آخر جاء به مع الكبر والضعف. وتأمل حذق الصناعة وخفاء البديع وجودته في قوله «بكشف ضر مخلف ذي عسرة». فهو من أولى الضرر. وقد تخلف بعذر صحيح. ثم هنا إشارة على الذين خلفوا عام غزوة جيش العسرة وهم الذين ذكروا في قوله تعالي: {وعلى الثلاثة الذين خلفوا}. [آية براءة].

جعل الثناء على علاك شعاره ... فحلت به وتعطرت أشعاره

يرجو النجاة بفضل جاهك في غد ... في موقف يخشى التوى أبراره

أشار هنا إلى حديث الشفاعة، حين يقول كل الأنبياء نفسي نفسي وما منهم إلا يذكر ذنبًا أو يعتذر حتى نوح وإبراهيم وموسى وحتى عيسى إذ اعتذر ولم يذكر ذنبًا عليهم السلام أجمعين ثم يصار إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فيقوم بالشفاعة ويسجد لربه ويفتح الله عليه من محامده ومن حسن الثناء عليه شيئًا لم يفتحه على أحد قبله ويقول له الله عز وجل «ارفع رأسك سل تعطه واشفع تشفع فأرفع رأسي فأقول أمتي يا رب» - هذه القطعة من لفظ الحديث كما رواه البخاري في الصحيح في التفسير في تفسير سورة بني إسرائيل. وفي الحديث الصحيح «فذلك يوم يعطيه الله المقام المحمود» وفي الصحيح: «من قال حين يسمع النداء «اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدًا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة».

<<  <  ج: ص:  >  >>