منازل صعدت والفكر يتبعها ... فجاز وهو على آثارها الشهبا
ومن بعد يأخذ البرعي في بعض الإلماع إلى أخبار السيرة النبوية الشريفة.
وللمنشدين كلف بالبرعي، ولولا اشتهار البردة والهمزية حتى ليس كمثل شهرتهما بين العوام والخواص شيء من المديح لكان البرعي أشهر المداح قاطبة وأسيرهم كلمات، لكثرة ما ينشد المنشدون من ديوانه وهو الذي زعم صاحب التاج أنه ديوانه الصغير. والبرعي مجهول تمامًا عند من يرون أنهم من الخاصة من المشتغلين بالآداب وتعليمها في المدارس في عصرنا هذا. وابن الفارض وحده هو المعروف عند هؤلاء بفضل.
شربنا على ذكر الحبيب مدامة ... سكرنا بها من قبل أن يخلق الكرم
والكلمة اللامية:
ما بين بأن المنحنى وظلاله ... ضل المتيم واهتدى بضلاله
والفائية:
قلبي يحدثني بأنك متلفي ... روحي فداك عرفت أم لم تعرف
وفيها البيت:
وعلمت أن المستحيل ثلاثة ... الغول والعنقاء والخل الوفي
وهو ما يجرى كبعض مجرى الحكمة. على أن هذه القصائد ليست معروفة حقًا عند المنشدين إلا أبيات الخمرية وأعرف منها الرائية القصيرة.