للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وآخر رائية ابن الفارض.

لو أن كل الحسن يكمل صورة ... ورآه كان مهللًا ومكبرا

قال الشارح: «هذه القصيدة مع شهرتها بين المنشدين في غاية المتانة وفي نهاية البلاغة وقد نظم كثير منهم على موازنتها، قال الشيخ شرف الدين بن عنين الدمشقي رحمه الله تعالى:

ماذا على طيف الأحبة لو سرى ... وعليهم لو سامحوني بالكرى

وقال الأديب الوزير أبو بكر بن عمار رحمه الله تعالى:

أدر الزجاجة فالنسيم قد انبرى ... والنجم قد صرف العنان عن السري

وقال الشيخ برهان الدين القيراطي رحمه الله تعالى:

لم ينقلوا عني الغرام مزورًا ... ما كان حبكم حديثًا يفترى

وقلت مطلع قصيدة في دمشق حرسها الله من الآفات:

خذ قصة الأشواق يا حادي السري ... إن كنت من أهل الغرام مخبرا

وأقرأ صحيفة وجنتي مصفرة ... تدري الحديث فمن قرأ خبري درى

وأما قصيدة الشيخ رضه فإنها غاية لا تدرك وطريقة لا تسلك وعقيلة لا تملك». أ. هـ.

كلام الشيخ حسن البوريني الشارح (ص ٢٥٧ طبعة مرسلية ١٨٥٣ م) - قلت إن يكن أراد ابن عمار الأندلسي قتيل المعتمد بن عباد فإن زمانه كان في القرن الخامس الهجري قبل معركة الزلاقة وزمان ابن الفارض القرن السابع الهجري لوفاته ٦٣٢ هـ وإنما جاري ابن عمار أبا الطيب وهو الأصل وإنما أوردنا كلام ابن الفارض للتنبيه على ما منى لذكره من اشتهار بين معاصرينا لا لشيء إلا أن المستشرقين كتبوا عنه وما كتب المستشرقون من كتب منهم عنه -وأحسب من أولئك نيكلسون المستشرق الإنجليزي- إلا التماسًا لبعض معاني الحب التصوفي شريطة خلوه من ذكر المصطفى عليه الصلاة والسلام لنفور القلوب الصليبية من ذلك، ولله در ابن الخطيب إذ يقول:

ولولاك لم يعجم من الروم عودها ... فعود الصليب الأعجمي صليب

<<  <  ج: ص:  >  >>