ولو مشى في بلاد غير مخصبة ... لجادها المزن وأخضرت نواحيها
ولو أشار إلى النار التي سعرت ... أضحى سلامًا وبردًا حر حاميها
كم مزقت حسراتي من مواهبه ... يد وكم من ملمات كفانيها
يا صفوة الله يا أعلى الورى شرفًا ... يا خاتم الرسل يا مولي مواليها
أي يا سيد سادات الناس والضمير في مواليها يعود إلى الناس على معنى الجمع المؤنث أي أنت السيد حقًا لا هؤلاء الذين يقال لهم إنهم سادتها ومواليها.
يا منتقى مضر الحمراء يا يدها الـ ... ـعلياء يا نورها يا رشد غاويها
يا صاحب النصر يا مردى القنا قصدًا ... يا ضيغم الحرب يا مروي مواضيها
وللبرعي نشوة عند ذكر الجهاد وربما نظر إلى طريقة أبي الطيب في نعت القتال، وذلك من إحسانه الذي نبه عليه ابن الأثير.
يا فاضح القطر والبحر المحيط يدًا ... يا من جنى نعمًا حلو مجانيها
أو حلوًا مجانيها.
إليك حبرت من نيابتي برع ... مدائحًا فيك زانتها قوافيها
عرائس كرياض المسك رائقة ... زهر محاسنها غر لئاليها
ما أنشدت يا رسول الله في ملأ ... إلا وسر قلوب الناس راويها
والغناء هنا عذب جهير مشرق:
ولا تجلت معانيها لذي أدب ... إلا وحاز نصيبًا من معانيها
فصل بمرحمة عبد الرحيم ومن ... يليه أهلًا وأرحامًا يعانيها
وتستوقف قولته «يعانيها». وهي بلا ريب جيدة حيث وضعها، لأن بر أولي الأرحام ربما اتفقت فيه المشقة. قال تعالى جل من قائل: {واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبًا} فهذا مما يقوي ما ذهب إليه إن شاء الله.
والطف بنفس تريد الفضل منك ودم ... من صولة المكر والمكروه تحميها
عاشت بفضلك في أمن وفي دعة ... وأنت من محن الدارين كافيها
صلى عليك إلهي كل آونة ... يا سيدي ما تلا الآيات تاليها
وعم صحبك يا بن الطيبين ومن ... والاك مستقبل الدنيا وما فيها