للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأصبحوا هم الذين ساروا وحبهم مقيم.

أغار عليكم أن يراكم حواسدي ... وأحجب عنكم والمحب غيور

هذا البيت عجيب. هل زار المدينة بعض من لم يكن أمر ودهم إليه إلا ضعيفًا وتعذرت عليه الزيارة فحز ذلك في نفسه؟

أحيباب قلبي هل سواكم لعلتي ... طبيب ب داء العاشقين خبير

فجودوا بوصل فالزمان مفرق ... وأكثر عمر العاشقين قصير

ولا تغلقوا الأبواب دوني لزلتي ... فأنتم كرام والكريم غفور

ومن ههنا صار إلى المديح صريحًا. ثم يقول في آخر القصيدة:

أمولاي قم بي في الخطوب فإن لي ... تجارة مدح فيك ليس تبور

عرائس لا ترضى بغيرك صاحبًا ... لهن عزيزات المهور مهور

على هذا الوجه تأول بعضهم قول حبيب:

ولقد خطبت قليلة الخطاب

ولكن الأظهر في هذا أنه أراد ذم أهيل زمانه، كما صرح بذلك أبو الطيب فيما بعد.

علت وغلت إلا عليك فأرخصت ... ليرخص حورًا في القصور قصور

فسر الشارح القصور بالعجز ولا يستقيم عليه المعنى إذ قال من قبل «عرائس لا ترضى بغيرك صاحبًا» فأين القصور بمعنى العجز مع هذا. والوجه أن القصور الأولى بمعنى الجمع للقصر وهذا واضح والقصور هنا قصور الجنة. والقصور الثانية من القصور من قصره يقصره (باب ضرب) وقصر المرأة أي حبسها فلا تخرج أي عرائس من مديحي فيك علت وغلت إلا عليك، من أجل أن يكون قصورها عليك سببًا إلى الجنة وأن ترخص لقائلها بذلك الحور المقصورات في قصور الجنة. ولك أن تقول إن كلتا الكلمتين القصور الأولى والثانية بمعنى واحد -يرخص قصورهن عليك الحور اللاتي في القصور- أي المقصورات.

مؤلفها عبد الرحيم كأنها ... كواكب في جو السماء تنير

فهذا يمنع من تأويل القصور بمعنى العجز.

لبسن معانيها بمدحك بهجة ... فلاح لها نور وفاح عبير

<<  <  ج: ص:  >  >>