للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أسرى به الله من أرض الحجاز إلى ... أن قبلت نعله الحجب الرفيعات

أدناه من قاب قوس حين كلمه ... بالغيب من بعد ما قال التحيات

وزاده منه تشريفًا وشفعه ... في الخلق لأعدمت منه الشفاعات

ومعنى الشفاعة لو تأمله المتأمل عظيم.

فالبدر والبحر والقطر الملث حيًا ... والفضل والفخر فيه والكرامات

تالله ما ارتفعت للدين مرتبة ... لولا مراتبه الشم الرفيعات

وبذلك شهادة القرآن العظيم: {فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك} - {وإنك لعلى خلق عظيم}.

أحيا الزمان فأيام الزمان به ... يومان في الله إنعام وغارات

وفل شوكة أهل الشرك مرتضيًا ... لله ربًا فما العزى وما اللات

فالخيل تصهل والأرماح شاجرة ... والبيض والبيض مسراها العجاجات

البيض السيوف والبيض المغافر وذكرها يدل على الدروع وفي رواية والنبل أي السهام ولا يستقيم مع العجاجات لأن النابل يرمي من بعد ويتحرى أن يرى ما يرميه.

ما استمطرته ثغور المشركين حيًا ... إلا سقتها القنا والمشرفيات

وكما تقدم مما ذكرناه تحس في أبيات الحرب هذه روح مشاركة في الجهاد.

مني السلام على القبر الذي اعتكفت ... فيه العلا وانتهت فيه النهايات

وجاد طيبة مرفض يلوح به ... زهر الرياض وتخضر البشامات

هذا منتزع من طبيعة الجزيرة العربية إذ هي قفار فإذا جادها الغيث كستها حلة الخضرة وابتسمت ثغور الأزاهير.

أرض سمت برسول الله أشرف ... من تشرفت فيه آباء وأمات

هذا هو المعنى الذي فتقه على بن العباس وعسى أن ينال به الشفاعة لما فيه من صدق، وإن يكن جاء به على سبيل توليد المعاني:

كم من أب قد سما بابن ذرا شرف ... كما سما برسول الله عدنان

ولعمري لو قد كان جعل القصيدة كلها نبوية لكان ذلك خيرًا له من مدحه أبا الصقر ثم كما تعلم قد اضطرته خيبة الأمل إلى هجائه.

متى أرى النور من أرجاء قبته ... متى تباشرني منه البشارات

<<  <  ج: ص:  >  >>