للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهو نور تراه القلوب- قال الشيخ محمد المجذوب بن قمر الدين رحمهما الله:

لقد طال شوقي يا أميني لطيبة ... أشخصها طورًا وطورًا أناظر

تذكرت يا خلي ليالي مبيتنا ... بمسجدها والقوم باك وذاكر

تذكرت تردادي أخي بين روضة ... وبين دكاك الزيت وهي أواخر

يشاهد قلبي قبة النور وهي في ... ضياء له العافون شاموا وسامر

وإن لها نورًا إلى العرش ساطعًا ... تشاهده أبصارنا والبصائر

والشيء بالشيء يذكر والشيخ محمد المجذوب رضي الله عنه قريب العهد، في أوائل المائة الثانية عشرة- ولا ريب أنه تأثر بشعر الشيخ عبد الرحيم رضي الله عنه وأرضاه. ونعود بعد إلى الأبيات التائية:

فإن ولهت إلى قبر ابن آمنة ... فهو الذي ختمت فيه الرسالات

لأنه ليس بعد الرسول صلى الله عليه وسلم رسول.

ذاك الحبيب الذي يرجو عواطفه ... وبره الخلق أحياء وأموات

ثم أخذ في ذكر المعجزات وحسن الثناء.

البدر شق له والغيم ظلله ... من الهجير وسبحن الحصيات

وشاة جابر يوم الجيش معجزة ... نعم النبي ونعم الجيش والشاة

وكان في الشمس نورًا لا يقوم له ... ظل بذلك جاءتنا الروايات

له فخار وتعظيم ومرتبة ... ومعجزات كثيرات وآيات

ثم أخذ في الاستغاثة:

مولاي مولاي فرج كل معضلة ... عني فقد أثقلت ظهري الخطيئات

وعد علي بما عودتني كرمًا ... فكم جرت لي بخير منك عادات

وامنع حماي وهب لي منك تكرمة ... يا من مواهبه خلد وخيرات

الخلد الجنة والخيرات الحور يشير إلى قوله تعالى: {فيهن خيرات حسان}.

واعطف علي وخذ يا سيدي بيدي ... إذا دهتني الملمات المهمات

أي المسببات للهموم.

فقد وقفت بباب الجود معتذرًا ... والعفو متسع والعذر أبيات

وقل غدا أنت من أهل اليمين إذا ... زخرفن للداخلين الخلد جنات

تأمل نون النسوة هنا وقد أشرنا إلى هذا الوجه من المجيء بها عنده من قبل.

<<  <  ج: ص:  >  >>