للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تدعي لوعة العشاق ... وما العشق ... طبعَك

فاسترح ... واشغل البان ... بخفضَك ورفّعْكَ

واترُكِ الحبْ ... لأهل الحبْ ... يا بلبل البانْ

وهكذا أنشدنيه السيد الكريم، وقال: إن متنه شيء بين الفصيحة والعامية، وله بقيةٌ أضرب عنها الآن خشية التطويل.

فلعلّ ما ضربناه لك من الأمثلة هنا، يكفي في التدليل على أن الزخرف احتلّ مكانًا عظيمًا في الموشحات القديمة، لا في فصيحها فحسب، ولكن في عاميها أيضًا، ولك أن ترجع إلى آخر مقدمة آبن خلدون، وإلى ما جمعه المقري في النفح والأزهار، لتستزيد من الأمثلة.

ونترك الموشحات القديمة جانبًا الآن، لننظر في أمثلة من الأنواع الحديثة المبتدعة من مسمطات العصر، لنري إن كان أصحابها قد وفقوا فيها إلى تجنب الزخرفة والتكلف أكثر من أسلافهم. قال أحدهم (الشعر المعاصر للسحرتي مصر ١٩٤٨ ص ١١٦):

أُشِيرُ إليك بطَرف رِدائي

تعالَ ورَائي تَعال ورَائي

هُنالك بينَ الجزيرَةِ نقْضِي

سُوَيْعاتِ أُنْسٍ بأجملِ رَوْضِ

حدَيقة "مُورو" إليها سأمضي

فهيا اصطحبني

لتقطف مني

أزاهيرَ حُسني وطلعَ رُوائي

أشير إليك ... الخ

<<  <  ج: ص:  >  >>