للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكلمته التي أولها:

خل الغرام لصب دمعه دمه ... حيران توجده الذكرى وتعدمه (١)

والتي أولها:

يا راحلين إلى منى بقيادي ... هيجتمو يوم الرحيل فؤادي

والتي أولها.

سمعت سويجع الأثلات غنى

وفيها قوله:

رعى الله الحجاز وساكنيه ... وأمطره العريض المرجحنا

وأخصب روضة ملئت وفاءً ... ومرحمةً وإحسانًا وحسنا

وقبرًا فيه من ملأ النواحي ... هدى وندى وإيمانًا ويمنا

إمام المرسلين ومنتقاهم ... وأكثر غيثهم طلًا ومزنا

وأسرعهم على الملهوف عطفًا ... وأسمعهم لداعي الخير أذنا

وخير مغارس الأكوان أصلًا ... وأطيب منبتًا وأتم غصنا

نمته دوحة قرشية من ... فوائحها ثمار الخير تجنى

قوله: طلا ومزنا، جعل المزن بمعنى الوابل في مقابلة الطل وسوغ ذلك أنه ههنا جمع مزنة وهي المطرة ومن معاني المزن أنه السحاب ذو الماء فهذا يكون وابلا.

ومما لا ريب أنه كان مما يطرب له المسلمون الموازنة بين نبينا صلى الله عليه وسلم وبين الأنبياء صلوات الله عليهم، وأحسب أن الحروب الصليبية وجدل أهل الكتاب مما حرك ذلك- قال البرعي رحمه الله:

ولو وزنت به عرب وعجم ... جعلت فداه ما بلغوه وزنا

متى ذكر الخليل فذا حبيب ... عليه الله في التوراة أثنى

وإن ذكروا نجي الطور فاذكر ... نجي العرش مفتقرًا لتغنى

وإن الله كلم ذاك وحيا ... وكلم ذا مشاهدة وأدنى

وقد تكلم العلماء في مسألة الرؤية وليس ههنا مكان التفصيل. ومن شاهد بعين البصيرة فقد شاهد. ولله در البوصيري إذ يقول:

فإن فضل رسول الله ليس له ... حد فيعرب عنه ناطق بفم


(١) وقد خمها طيب الله ثراهما أستاذنا الشيخ مجذوب جلال الدين وصديقه الشاعر حسن كردي رحمهما الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>