للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأعلم أصلحك الله أن اليمن لم تكن بمعزل من خطر الصليبية، فقد كان البرتغاليون محدقين بها من جوانب البحر المحيط ثم كفى الله شرهم.

يا خير من دفنت في الترب أعظمه ... فطاب من طيبهن السهل والجبل

نفسي الفداء لقبر أنت ساكنه ... فيه الهدى والندى والعلم والعمل

أنت الحبيب الذي ترجى شفاعته ... عند السراط إذا ما ضاقت الحيل

نرجو شفاعتك العظمى لمذنبنا ... بجاه وجهك عنا يغفر الزلل

ثم صار إلى التوسل الخاص وذكر مرض ابنه.

يا سيدي يا رسول الله خذ بيدي ... في كل حادثة ما لي بها قبل

قالوا نزيلك لا يؤذى وهأنذا ... دمي وعرضي مباح والحمى همل

فهو كما تري يشكو ضيمًا حل به خاصة. ولا أحسب أن هنا مبالغة، بل التجاء بالشكوى صادق. وهذا البيت يدل على أنه إما بالمدينة وإما في الطريق إليها بين مكة وبينها حرسهما المهيمن بعينه التي لا تنام.

وذا المسمى بك اشتد البلاء به ... فارحم مدامعه في الخد تنهمل

ويروى وابني المسمى بك وهو الذي في المجموعة والذي أثبتنا هو الذي في الديوان وكما سمعناه ينشد اعتمادًا على نسخة الديوان الخطية وحفظًا عن ظهر قلب «وذا» أحب إلي وأدل على الاستعطاف لما في ذلك من الدلالة على القرب والحضور والشفقة والتمريض، وذكر الدموع المنهملة على خدي الطفل فيه معنى المعاينة لحال ضعفه. وقد سمجت كلمة «التصوير» لكثرة ما يجاء به عند المتعاطين للنقد هذه الأيام، فكرهنا استعمالها في هذا الموضع. وكأن الغلام المسكين قد أصيب بلذع من ذات الرئة بدليل بكائه أن تنحل عقدة السعال وهي لا تنحل.

وذا المسمى بك اشتد البلاء به ... فارحم مدامعه في الخد تنهمل

وحل عقدة هم عنه ما برحت ... واشرح به صدر أم قلبها وجل

جعلها عقدة هم- لأنه هو مهتم لما به من مرض، فالدعوة بحل العقدة تسري على المريض وتسري على والده المهموم له، فإذا انحلت عقدة مرضه وجاء شفاؤه انحلت

<<  <  ج: ص:  >  >>