للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مشرق في جوانب السمع ... ما يخلقه عوده على المستعيد

ما أعيرت منه بطون القراطيس وما حملت ظهور البريد

مستميل سمع الطروب المغني ... عن أغاني مخارق وعقيد

حجج تخرس الألد بألفا ... ظ فرادي كالجوهر المعدود

ومعان لو فصلتها القوافي ... هجنت شعر جرول ولبيد

حزن مستعمل للكلام اختيارا ... وتجنبن ظلمة التعقيد

وركبن اللفظ القريب فأدركن به غاية المراد البعيد

كالعذارى غدون في الحلل البيض إذا رحن في الخطوط السود

وعلى مذهب هذه القصيدة سار المتنبي في قوله (١):

كم قتيل كما قتلت شهيد ... لبياض الطلى وورد الخدود

وعيون المها ولا كعيون ... فتكت بالمتيم المعمود

[وهي من كلمات صباه]، وقد تردد صدى هذه الدال الرقيقة البشارية من لدن ذلك العهد إلى عهدنا الحاضر، فنظم فيها حافظ قصيدته في السلطان عبد الحميد (٢):

لا رعى الله عهدها من جدود ... كيف أمسيت يا ابن عبد الحميد

مشبع الحوت من لحوم البرايا ... ومجيع الجنود تحت البنود

كنت أبكي بالأمس منك فمالي ... بت أبكي عليك عبد الحميد

فرح المسلمون قبل النصارى ... فيك قبل الدروز قبل اليهود

شمتوا كلهم وليس من الهمة ... أن يشمت الورى في طريد


(١) ديوانه ١٣.
(٢) ديوانه ٢: ٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>