للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحركة السفن الدائبة عليه وأهل النيل يسمونه البحر وهو لفظ صحيح في العربية وجاء بمثله القرآن الكريم.

مستقل دنياك أن ينسب الإمـ ... ـساك منها إليه والإعطاء

قوله دنياك هنا جيد، أي دنياك يا أخا الدنيا إذ لم يكن هو صلى الله عليه وسلم من طالبي زهرتها.

شمس فضل تحقق الظن فيه ... أنه الشمس رفعة والضياء

هذا عاد به إلى قوله قبل «سنا منك دونهم وسناء» وجعله نهاية لهذا الفصل ليخلص منه إلى ما قدمنا ذكره من ترنمه بالمعجزات

فإذا ما ضحا محا نوره الظل ... وقد أثبت الظلال الضحاء

فكأن الغمامة استودعته ... من أظلت من ظله الدففاء

يقول إن نور النبي صلى الله عليه وسلم يمحو ظله عند ارتفاع النهار والضحاء ارتفاع النهار فكأن الغمامة التي كانت تظله صلى الله عليه وسلم قد جعلت النبي صلى الله عليه وسلم مستودعًا من جانبها عند هذا النور فصار هذا النور ظلًا له كما كانت هي ظلًا له. الهاء في استودعته ضمير يعود على (نوره) في البيت المتقدم. ومن مفعول ثان لقوله استودعته ويريد به النبي صلى الله عليه وسلم والدففاء أي الذين دفوا على أثره من أصحابه من بعده لأنهم بظله صلى الله عليه وسلم قد أظلوا الناس، أبو بكر وعمر وعثمان وعلى الخلفاء الراشدون المهديون من بعده والصحابة الكرام وتابعوهم بإحسان رضي الله عنهم. قال النبهاني الدففاء المراد بهم أصحابه صلى الله عليه وسلم وعلى هذا البيت كلام كثير يراجع في الشروح قلت ما تقدم إن شاء الله فهو الصواب ودففاء جمع دفوف مبالغة من داف بتشديد الفاء من دف يدف.

خفيت عنده الفضائل وانجابت به عن عقولنا الأهواء

أي خفيت فضائل كل شيء بالنسبة إلى فضائله وذهب حب كل شيء بالنسبة إلى حبنا له وسلمت عقولنا بذلك من هوى النفوس أهواءها وذلك للرأي آفة.

أمع الصبح للنجوم تجل ... أم مع الشمس للظلام بقاء

معجز القول والفعال كريم الـ ... ـخلق والخلق مقسط معطاء

لا تقس بالنبي في الفضل خلقًا ... فهو البحر والأنام إضاء

كل فضل في العالمين فمن فضـ ... ـل النبي استعاره الفضلاء

<<  <  ج: ص:  >  >>