للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي أول الشهر.

ستر الحسن منه بالحسن فأعجب ... لجمال له الجمال وقاء

أي صارت شجة الجبين على وجهه الحسن هي نفسها حسنًا.

فهو كالزهر لاح من سجف الأكمام والعود شق عنه اللحاء

هذه الصورة نيلية بلا ريب. ويسمى خروج الكباسة من النخلة شق العود وهو أيضًا موسم إزهار للجروف والبساتين والمزارع.

كاد أن يعشى العيون سنا منه لسر فيه حكته ذكاء

أي حكته الشمس، وقد وصف صلى الله عليه وسلم بإشعاع الوجه والهيبة وصفه بذلك واصفوه من الصحابة رضي الله عنهم.

صانه الحسن والسكينة أن تظـ ... ـهر فيه آثارها البأساء

وتخال الوجوه إن قابلته ... ألبستها ألوانها الحرباء

لأن وجهه شمس، ولعل هذا البيت فيه مأخذ على استقامة معناه وسلامة لفظه وسبب ذلك أن تلون الحرباء أكثره أنه لا يحمد. غير أن البوصيري كأنه جيء إليه من جهة بيت كعب بن زهير رضي الله عنه:

يومًا يظل به الحرباء مصطخدًا ... كأن ضاحيه بالشمس مملول

وكأن البوصيري رحمه الله لم يخل أن أحس ببعض ما في البيت من قلق فالبيت الذي يلي كأنه اعتذار منه بما فيه من تفسير له.

فإذا شمت بشره ونداه ... أذهلتك الأنوار والأنواء

فخرج عن صورة الشمس هنا إلى صورة السحاب والبرق والمطر- ثم رجع فرد الكلام إلى قوله من قبل «ليته خصني برؤية وجه»:

أو بتقبيل راحة كان للـ ... ـه وبالله أخذها والعطاء

تتقي بأسها الملوك وتحظى ... بالغنى من نوالها الفقراء

لا تسل سيل جودها إنما يكـ ... ـفيك من وكف سحبها الأنداء

درت الشاة حين مرت عليها ... فلها ثروة بها ونماء

نبع الماء أثمر النخل في عا ... م بها سبحت بها الحصباء

أحيت المرملين من موت جهد ... أعوز القوم فيه زاد وماء

فتغدى بالصاع ألف جياع ... وتروى بالصاع ألف ظماء

<<  <  ج: ص:  >  >>