للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا ريب في اتساق عقد هذه الأبيات- وبعض مرد ذلك إلى حسن تتابع الأفعال- درت- مرت- نبع- أثمر- سبحت- أحيت.

ووفى قدر بيضة من نضار ... دين سلمان حين حان الوفاء

كان يدعى قنًا فأعتق لما ... أينعت من نخيله الأقناء

القن العبد المعرق في العبودية والأقناء جمع قنو بكسر فسكون وهو غصن النخلة المثمر وجمعه أيضًا قنوان كصنو والجمع صنوان وكلتاهما في القرآن قال تعالى: {ومن النخل من طلعها قنوان دانية} [الأنعام] وقال تعالى: {ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد} [الرعد].

أفلا تعذرون سلمان لما ... أن عرته من ذكره العرواء

أي ارتجاف الحمى. سلمان الفارسي رضي الله عنه، في الحديث أن بلالًا سابق الحبشة وصهيب سابق الروم وسلمان سابق الفرس ورسول الله صلى الله عليه وسلم سابق العرب.

وأزالت بلمسها كل داء ... أكبرته أطبة وإساء

وعيون مرت بها وهي رمد ... فأرتها ما لم تر الزرقاء

هي زرقاء اليمامة ومر خبرها.

وأعادت على قتادة عينًا ... فهي حتى مماته النجلاء

ثم بعد تعداد هذه المعجزات عاد إلى الوصف وقدم له برد الكلام إلى ما كان تمناه من قبل برؤية وجه، أو بتقبيل راحة ...

أو بلثم التراب من قدم لا ... نت حياء من مسها الصفواء

حظي المسجد الحرام بممشا ... ها ولم ينس حظه إيلياء

أي بيت المقدس.

ورمت إذ رمى بها ظلم الليل إلى الله خوفه والرجاء

هذا البيت جيد، وقد جاء بمعناه أتم في بردته الميمية حيث قال:

ظلمت سنة من أحيا الظلام إلى ... أن اشتكت قدماه الضر من ورم

وشد من سغب أحشاءه وطوى ... تحت الحجارة كشحا مترف الأدم

وراودته الجبال الشم من ذهب ... عن نفسه فأراها أيما شمم

وأكدت زهده فيها ضرورته ... إن الضرورة لا تعدو على العصم

وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة من ... لولاه لم تخرج الدنيا من العدم

محمد سيد الكونين والثقليـ ... ـن والفريقين من عرب ومن عجم

<<  <  ج: ص:  >  >>