للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لفتي يحسن البكاء عليه ... ... ... وفتى كان لامتداح القصيد (١)

وقد تنسم أبو تمام عطر هذه المرثية الفريدة في داليته الخفيفية التي استعطف بها ابن أبي دؤاد، ومطلعها (٢).

سعدت غربة النوى بسعاد ... ... ... فهي طوع الإتهام والإنجاد

وأثر ابن مناذر واضح في أبياته التالية من حيث تركيب الكلام وصيغته، وإن كان أبو تمام قد أضفي عليها من إغرابه ما هو ديدنه وهجيراه:

يا أبا عبد الله أوريت زندا ... ... ... في يدي كاان دائم الإصلاد

كان في الأجفلي وفي النقري عر ... ... ... فك نضر العموم نضر الوحاد

حمل العبء كاهل لك أمسى ... ... ... لخطوب الزمان بالرصاد

مليتك الأحساب أي حياةٍ ... ... ... وحيا أزمةٍ وحية واد

كادت المكرمات تنهد لولا ... ... ... أنها أيدت بحي إياد

ولا يخفي ما في استعمال "تنهد" هنا من نظر إلى ابن مناذر.

وعلى منوال هذه القصيدة نسج أبو الطيب كلمته (٣):

حسم الصلح ما اشتهته الأعادي ... ... ... وأذاعته ألسن الحساد


(١) معني هذا البيت كان كثير الدورران في قصائد المحدثين، وقد مر عليك في قول ابن إياس:
يا خير من يحسن البكاء له الـ ... ... ... ـيوم ومن كان أمس للمدح
وجاء به أشجع السلمي في كلمته: «مصى ابن سعيد» الحماسية، فقال:
لئن حسنت فيك المراثي وذكرها ... ... ... لقد حسنت من قبل فيك المدائح
(٢) ديوانه ٥٨.
(٣) ديوانه ٤٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>