وهي لشاعر يمني محسن.
وقد شارك في المديح النبوي كل المسلمين ولمحسنيهم في ذلك إحسان ولعل الشيخ النبهاني رحمه الله لو وقع له من جياد ذلك شيء سوى ما ظفر به لنشره وينبغي أن ننبه في هذا الموضع إلى معادن فصاحة وتجويد بالمغرب الأقصى في هذا المجال. وقد كان في بلاد شنقيط علم وتبحر في العربية وعلومها وأسانيد رجالها وحفظ متقن. وقد كان المحمود بن التلاميد الشنقيطي أثر كبير على رواد جيل النهضة بمصر كالشيخ حسين المرصفي صاحب الوسيلة التي قد صارت بعد لدى أهل الأدب إلى ما قدروا عليه من أبوابه وسيلة، حتى إن أصحاب الأفلام ما خلوا في عصور تلت النهضة الأولى من انتفاع بها، كقصة البراق، التي أخرجتها السينما وكانت بطلتها السيدة بهيجة حافظ رحمها الله وكانت تتغنى ويتغنى لها بالأبيات التي أوردها صاحب الوسيلة:
ليت للبراق عينًا فترى ... ما ألاقي من عذاب وعنا
حبسوني عذبوني ضربوا ... موضع العفة منى بالعصا
أو شيئًا من هذا القبيل وليراجع.
وكان في شنقيط من محسني مدح الرسول صلى الله عليه وسلم إلى عهد قريب جماعة وأورد الأستاذ محمد الحافظ بن أكاه له في رسالة من رسالات الطلبة بفاس (رقم التسجيل ٧٨ - / ٢١٠٠) للعام الجامعي (١) ١٩٨١ - ١٩٨٢ أمثلة حسنة من هذا الباب، نشير هنا إلى بعض مطالعها كبائية محمد والنان بن المعلى:
أعين متى ما ترق فاضت غروبها ... ونفس إذا انساحت توالت كروبها
أراح عليها الليل عازب همها ... فكادت تباريح الهموم تذيبها
وفي المدح النبوي منها:
رسول الإله المستضاء بنوره ... عليه صلاة الله ينفح طيبها
خلاصة فهر بدرها وذكاؤها ... وفارسها يوم الوغى وخطيبها
وكلامية ابن المختار:
سقت شآبيب غيث رائح هطل ... ديار علوة لو هجت الهوائج لي
وصانها من يماني الوشي ما نسجت ... صناع وسميها الدلوى والحمل
حتى ترى ورباها بعد ما عريت ... تهتز من حلل من روضها الخضل
وخرج من المقدمة بقوله:
دع ذا وشمر لما ترجى عواقبه ... وما به تبلغ الأقصى من الأمل
(١) قدمت تحت إشراف صاحب الكتاب وأوصى بأن تنشر لجودتها في بابها ونذرته من حيث المادة وعلاجها معًا.