كأني لم أركب جوادًا للذة ... ولم أتبطن كاعبًا ذات خلخال
ولم أسبأ الزق الروي ولم أقل ... لخيلي كري كرة بعد إجفال
قال صاحب عيار الشعر (ص ١٤٦): «هكذا الرواية وهما بيتان حسنان ولو وضع مصراع كل واحد منهما في موضع الآخر كان أشكل وأدخل في استواء النسج فكان يروى:
كأني لم أركب جوادًا ولم أقل ... لخيلي كري كرة بعد إجفال
ولم أسبأ الزق الروي للذة ... ولم أتبطن كاعبًا ذات خلخال
وقد بين أبو الطيب المتنبي فساد هذا الرأي، وانتصر للرواية التي رويت عن أمرئ القيس بقول فصل ذكره راوو أخباره في شرح قصيدته.
على قدر أهل العزم تأتي العزائم ... وتأتي على قدر الكرام المكارم
عند قوله:
وقفت وما في الموت شك لواقف ... كأنك في جفن الردى وهو نائم
تمر بك الأبطال كلمى هزيمة ... ووجهك وضاح وثغرك باسم
ومن المتوسطات الطول ذوات التسلسل الواضح مع شيء من مراعاة عادة الشعر في البدء بمعنى نسيبي كلمة تأبط شرًا:
يا عيد ما لك من شوق وإيراق ... ومر طيف على الأهوال طراق
فقد خلص من الطيف وهو يخاطبه إلى ذكر نجائه من بجيلة وذلك حيث قال:
إني إذا خلة ضنت بنائلها ... وأمسكت بضعيف الوصل أحذاق
نجوت منها نجائي من بجيلة إذ ... ألقيت ليلة خبت الرهط أرواقي
ثم خرج من هذا إلى صفة الخلة التي يؤثرها والصديق الذي يرى أن يعول عليه. ثم عاد إلى ذكر مأثرة من مآثر نفسه، كما نجا من بجيلة عدوًا على بساط الأرض، صعد مرقبة يرصد من فوقها الأعداء.
وقنة كسنان الرمح بارزة ... ضحيانة في شهور الصيف محراق
وجعل صفة نفسه وليس على قدمه إلا شرثة يوقى البنان بها متصلة بصفة صاحبه الذي قال في صفته:
كالحقف حدأه النامون قلت له ... ذو ثلتين وذو بهم وأرباق