للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الهرب خشاة السبى لما رأين من تخاذل رجالهن أمام هؤلاء المتنمرين قد أثار حفيظته.

لما رأيت نساءنا ... يفحصن بالعزاء شدا

وبدت لميس كأنها ... بدر السماء إذا تبدى

وبدت محاسنها التي ... تخفى وكان الأمر جدا

إذ كشفت عن ساقها وهي تعدو، فإما أن تحمى وإما أن تسبى- لما كان ذلك:

نازلت كبشهم ولم ... أر من نزال الكبش بدا

إذ لو لم ينازله لأخذ النعجة.

هم ينذرون دمي وأنذ ... ر إن لقيت بأن أشدا

ولا بد في الحرب من مصاب وفجيعة وإن تبع ذلك النصر.

كم من أخ لي صالح ... بوأته بيدي لحدا

ويجوز أن يكون المراد ههنا رب من هو صالح أن يكون لي أخًا لاكتمال صفات الشجاعة والنجدة فيه، اضطرني واجب منازلته أن أقتله فأبوئه بقتليه لحدا- وهذا يشبه سياق الحديث وقوله من بعد:

ما إن جزعت ولا هلعت ولا يرد بكاي زندا

وقوله ولا يرد بكاي بشعر أن الذي بوأه لحدا أخ له من قومه قتله الأعداء كما قد قتل هو منهم وهذا هو المعنى الذي قلنا به من قبل: قوله لا يرد بكاي زندًا أي لا يجدي ولا يحرك شيئًا- الزند هو زند الذراع وحركته طبيعية يسيرة لا تتطلب كبير جهد، فحتى نحو هذا اليسير لا يصنعه البكاء، يشير بذلك إلى عدم جدواه.

وقصيدة الأخنس بن شهاب:

لابنة حطان بن عوف منازل ... كما رقش العنوان في الرق كاتب

من سبعة وعشرين بيتًا وتبدأ بالنسيب إلا أنه نسيب في طريق الرحلة التي عليها موضوع القصيدة وهو ذكر الجد والتشمير والفخر بذلك، وإنما وقف الشاعر على المنازل وهو في طريق تشميره وجده وإنما هي وقفة ذكرى مشعرة بانصراف عن ذلك الماضي وإقبال على أمر الرجولة والحزم الذي قد أخذ الآن بأسبابه، وقفة الأخنس هنا ليست كوقفة أمرئ القيس في:

<<  <  ج: ص:  >  >>