للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تظل بها ربد النعام كأنها ... إماء تزجي بالعشي حواطب

والنعامة هوجاء، فعدل عن تشبيه النعام بإماء صاحبته في الزمان الذي تصرم إلى صفة ناقته الهوجاء وصفة ما كان عليه من أمر الصرامة والحزم:

خليلاي هوجاء النجاء شملة ... وذو شطب لا يحتويه المصاحب

وقد عشت دهرًا والغواة صحابتي ... أولئك خلصاني الذين أصاحب

رفيقًا لمن أعيا وقلد حبله ... وحاذر جراه الصديق الأقارب

فهذا زمان صعلكته وشراسته، ثم لما أنجلت عنه عماية الشباب أقبل على ما أقبل عليه

فأديت عني ما استعرت من الصبا ... وللمال عندي الآن راع وكاسب

ثم أخذ في تعداد ديار القبائل، ليخلص من ذلك إلى ذكر قومه أنهم بأرض صحصح لا يحميها حجاز جبال أو سيف بحر- وذلك قوله بعد تسعة أبيات هي مرجع في معرفة كثير من حال مواضع القبائل على زمان الجاهلية:

ونحن أناس لا حجاز بأرضنا ... مع الغيث ما نلقى ومن هو غالب

ثم أخذ في باب الفخر بقومه ومنعتهم. ولا شك أن القصيدة أبياتها متصلة وأن المقدمة النسبية ملتحمة بما بعدها أشد التحام.

هذا ومن المتوسطات في موضوع واحد متصلة أجزاؤه كلمة السموأل:

إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه ... فكل رداء يرتديه جميل

وفيها اثنان وعشرون بيتًا وهي مشهورة والنفس الإسرائيلي فيها قوي- من ذلك قوله:

وإنا لقوم ما نرى القتل سبه ... إذا ما رأته عامر وسلول

فهذا كأنه يطعن به في العرب.

وقوله:

وننكر إن شئنا على الناس قولهم ... ولا ينكرون القول حين نقول

وهذا ما يفعلونه.

وقوله: تعيرنا أنا قليل عديدنا ... فقلت لها إن الكرام قليل

وما ضرنا أنا قليل وجارنا ... عزيز وجار الأكثرين ذليل

<<  <  ج: ص:  >  >>