الصائغ اليهودية، فمناسبة خبر سليمان وفتاة الحي لذلك ظاهرة.
ثم زاد النابغة سيده مدحًا:
الواهب المائة الأبكار زينها ... سعدان توضح في أورباها اللبد
والساحبات ذيول المرط فنقها ... برد الهواجر كالغزلان بالجرد
والخيل تمزع غربا في أعنتها ... كالطير تنجو من الشربوب ذي البرد
أي يهب الإبل والخيل والجواري، وقوله الساحبات ذيول المرط من قول أمرئ القيس:
خرجت بها أمشي تجر وراءنا ... على أثرينا ذيل مرط مرحل
فنقها أي جعلهن جواري منعمات.
وذكر الطير الناجية مناسب لما تقدم من صفته الحمام وقوله:
يحفه جانبا نيق وتتبعه ... مثل الزجاجة لم تكحل من الرمد
مثل الزجاجة يريد صفاءها وأنها شفافة وأنها كالمرآة أي عينها-
والأدم قد خيست فتلا مرافقها ... مشدودة برحال الحيرة الجدد
الأدم إبل وهي البيض هنا، وميزها من المائة الأبكار، إذ المائة الأبكار مال يقتني، للبن وللنتاج ولذلك جعلها أبكارا لتطول مدة الانتفاع بها ويكثر ما تلد. أما هذه الأدم فرواحل وهي الإبل الصهب الموثوق بقوتهن على السير وجودتهن ركائب. وإذ أثمل النعمان بما أحسن من الثناء على سخائه، ثم في ذلك ما يناسب تأميله، أردف بالحلف والتبري، وأشرب حلفه وهو يروم أن يجعله موجزًا قارعًا للسمع، نوع تفصيل ملائم لما تقدم من تفصيله في صفة الدار وفي صفة الثور، وفي خبر سليمان وخبر فتاة الحي منسجم التجاوب مع ذلك كله:
فلا لعمر الذي قد زرته حججا ... وما هريق على الأنصاب من جسد
والمؤمن العائذات الطير يمسحها ... ركبان مكة بين الغيل والسند
تأمل ذكر الطير والعياذ والأمن
ما إن أتيت بشيء أنت تكرهه ... إذن فلا رفعت سوطي إلى يدي