وتريك وجها كالصحيفة لا ... ظمآن مختلج ولا جهم
والتشبيه بالصحيفة منتزع من عهد العرب بالتجارة التي كانت بلادهم معبرا لها، إلى ديار الفرس والروم ومصر والهند والحبشة
كعقيلة الدر استضاء بها ... محراب عرش عزيزها العجم
وهذا من باب المعرفة بأحوال الأمم وأخبارها
أغلى بها ثمنا وجاء بها ... شخت العظام كأنه سهم
وهذه الصفة غير التي ذكر المسيب حيث جعله كما قال:
فانصب أسقف رأسه لبد ... كسرت رباعيتاه للصبر
هذا طويل كما ترى
بلبانه زيت وأخرجها ... من ذي غوارب وسطه اللخم
واللخم بضم اللام ضرب من دواب البحر ولعله كان يأكل الناس أو يؤذيهم ثم أعطى الرباب صفة أخرى فجعلها كبيضة الدعص وإلى صفته الظليم نظر عبد بن الحسحاس في أبياته اليائية «وما بيضة بات الظليم يحفها إلخ» قال المخبل وهي أبيات جياد:
أو بيضة الدعص التي وضعت ... في الأرض ليس لمسها حجم
أي ملساء
سبقت قرائنها وأدفأها ... قرد الجناح كأنه هدم
أي هذه الحسناء سبقت قرائنها بالنماء وحسن الغذاء واكتمال البهجة والرواء- يكرر ما قدمه حين جعلها بردية سبق النعيم بها أقرانها- ويعنى أيضا أن البيضة سبقت قرائنها أنها بكر، قال الشارح والشعراء تصف ذلك وأورد بيت امرئ القيس كبكر المقاناة إلخ- وأحب إلى أن يكون سبقت قرائنها يعود على الفتاة وأدفأها يعود إلى البيضة، وإلى هذا الوجه ذهب أحمد بن عبيد بن ناصح
ويضمها دون الجناح ودفه ... وتحفهن قوادم قتم
لم تعتذر منها مدافع ذي ... ضال ولا عقب ولا الزخم
قرد الجناح أي كثيفه ريشه متراكم والهدم الثوب أي كأن جناحيه ثوب. قتم أي فيهن غبرة وهو من ألوان ريش النعام. وقوله لم تعتذر منها أي لم تقل ما تعتذر به عن معرفة