عهدها فما زالت آثارها باقية بمدافع ذي ضال وبذي عقب وبالزخم موضع بالزاي المعجمة المضمومة أو بالراء المهملة المفتوحة وما أشبه أن يكون اسما على مواضع إن كان بالزاي المضمومة لما في ذلك من رائحة الجمع
وذكر ريش النعام دعا إلى ذكر شعر الفتاة وهذا من باب تداعي المعاني:
وتضل مدراها المواشط في ... جعد اغم كأنه كرم
فأفادنا هذا الشاعر في ميميته هذه معرفة بالصحيفة والدرة وبمحراب عرش العجم وبالكرم وهو بدوي جاهل كما يظن بعض الجهلاء فتأمل.
ثم انتقل الشاعر إلى التسلي بالرحلة ووصف الناقة والطريق وجعل لذلك نحوا من ثلاثة عشر بيتا وليس ذلك بالعدد القليل، فمن أنكر على طرفة إطالته فإن داليته أكثر من ضعف ميمية المخبل في عدد أبياتها، فلا ينبغي أن ينكر عليه أن يجيء بضعف عدد أبيات المخبل في صفة الناقة أو يزيد
ثم بعد صفة الناقة والطريق يقول المخبل:
وتقول عاذلتي وليس لها ... بغد ولا ما بعده علم
إن الثراء هو الخلود وإن ... المرء يكرب يومه العدم
وهذه في التدرج وثبة
وكون الشاعر قد ذكر الرباب وهي لم تعف أثارها وهو مسافر ذو دأب يفيد أنه بسبيل جد وكسب- وأن عذل المرأة له أن ماله قليل من بعض ما دفعه إلى هذا السفر وإذن فالرباب هي العاذلة أو ذلك رمز لها-
ثم يصير الشاعر إلى الحكمة وهي الدرجة العليا والغاية التي بلغتها به هذه الوثبة
إني وجدك ما تخلدني ... مائة يطير عفاؤها أدم
والمائة من الإبل مال دثر وقد تعلم أن الزكاة من الإبل نفسها تجب في خمس وعشرين فالمائة أربعة أمثال ذلك
ولئن بنيت لي المشقر في ... هضب تقصر دونه العصم
وكان من سادتهم من كذلك يبنون