للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لتنقبن عني المنية إن ... الله ليس كحكمه حكم

إني وجدت الأمر أرشده ... تقوى الإله وشره الإثم

لأعدم المال يأيتها الرباب

ومن أجل عذل الرباب وما تكلفه من الكلف التي هي على خلاف ما يرى من الحكمة كان قوله

أولا:

ذكر الرباب وذكرها سقم ... وصبا وليس لمن صبا حلم

وتشبه هذه الميمية في مساوقتها أول الأمر لعادة الشعراء ثم وثبتها إلى أمر من الحكمة ثم ذلك قوى ارتباط المعنى والرمز بها كان استهل بها لامية بشامة بن الغدير خال زهير وهي من المفضليات العاشرة، وقد مر عنها بعض الحديث ولا بأس برجعة وبعض تفصيل

هجرت أمامه هجرا طويلا ... وحملك النأي عبئا ثقيلا

وحملت منها على نأيها ... خيالا يوافى ونيلا قليلا

ونظرة ذي شجن وامق ... إما الركائب جاوزن ميلا

من هذه البداية تحس أن ههنا عاطفة ذات عقد ألوان- هجر ونأي ومقة وذكرى- شوب من كبر المغاضب وأسف المحب وشكه في صواب ما يعزم عليه ويتكلفه من «واقع» أمر الحياة وقوله «هجرت أمامة هجرا طويلا» يلفت، إذ المألوف أن تكون المحبوبة هي الهاجرة.

ونسيب هذه القصيدة من أرق النسيب وأدقه

وتأمل بعد كيف تدرج من ذكر الخيال إلى ذكر لقاء لم يكن بخيال- قصة مما كان من أمره وأمرها- ثم أعاد الخيال ذلك كما يعيده أو يسبق به

أتتنا تسائل ما بثنا ... فقلنا لها قد عزمنا الرحيلا

هذا تفسير للهجر الطويل كما ترى- بدأ الشاعر من حيث انتهى علقمة وغيره من الشعراء حيث يئسوا وقالوا دعها.

<<  <  ج: ص:  >  >>